لوحات

فن الرسم الهندي…فن الاصالة والتأريخ العريق

عدسة الفن – جنان حسين                  العدد:51

اصبحت الرسوم البدائية على جدران الكهوف في (سنجانبور) بداية التأريخ الفني الذي امتد لآلاف الاعوام في الهند، بعضها أقدم من 5500 عام قبل الميلاد وكانت الوانها ومعظمها من الظلال الحمراء والبرتقالية، مشتقة من المعادن. فن استمر لقرون برغم بعض الفجوات التي تخللت تأريخه، اذ أتت عوامل المناخ على الاثار الفنية الاولى وبعدها جاءت الحروب لتحطم الكثير. بدأ الفن في المعابد التي كانت عبارة عن كهوف تنحت فيها اللوحات فازدهر الفن في الهند في ظل اجواء دينية أثرت على مضمونه وافكاره لفترة طويلة. وعندما يذكر الفن الهندي فاننا نذكر مدرسة تضم عدداً من الاساليب الفنية، اذ تباينت الرسومات من لوحات جصية كبيرة إلى لوحات مصغرة مغولية معقدة للأعمال المعدنية المزخرفة ومعظم الأعمال مستوحاة من مشاهد مختلفة من الأساطير الهندية. من هذه الاساليب (الرسم الراجبوتي) وهو أسلوب من الرسم الهندي ازدهر خلال القرن الثامن عشر في البلاط الملكي اذ طورت كل مملكة في راجبوت أسلوباً متميزاً، وتصور رسومات راجبوت عدداً من الموضوعات، وأحداث الملاحم مثل (رامايانا) و(ماهابهاراتا)، والمناظر الطبيعية الجميلة، والبشر. تم استخدام الألوان المستخرجة من بعض المعادن، والمصادر النباتية، وقشر المحارة، والأحجار الكريمة، والذهب، والفضة. وهناك (الرسم الثنجفوري) وهو شكل مهم من أشكال الرسم الكلاسيكي في جنوب الهند الأصلي يرجع إلى بلدة ثنجفور في ولاية تاميل نادو، ويرجع تأريخ الفن إلى أوائل القرن التاسع، وهي الفترة التي سيطر عليها حكام تشولا، الذين شجعوا الفن والأدب. وتشتهر هذه الرسومات بأناقتها، وألوانها الغنية، والاهتمام بالتفاصيل. وكانت تتضمن مواضيع معظم هذه الرسومات الآلهة والاساطير. ولا ننسى تأثير الاحتلال البريطاني على الفن الهندي وجعله يعتمد الاسلوب الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى