الاء خير الله العدد:44
اصبح (اندرو وايت) رساما مشهورا بفضل أسلوبه الواقعي الذي يركز على مواضيع لوحاته في تفاصيل وتحولات الحياة اليومية من حوله، رسم لوحته (عالم كريستينا) لجارته كريستينا اولسون عام(1984)، والتي كانت تعاني من إعاقة جسدية منذ صغرها اثر إصابتها بمرض غامض في العظام، ومع مرور السنوات كان الشلل يزداد وطأةً إلى أن أصبحت غير قادرة على الوقوف أو المشي.
في اللوحة كريستينا مرتديةً فستانا زهريا وهي تزحف عبر الأعشاب كما تبدو أطرافها بالغة الضعف والهزال مما يوحي بحجم المعاناة التي ظلت تكابدها في تجربتها مع الإعاقة والمرض، لقد وسع أندرو الحقل كي يوحي بضياع الفتاة من جانب في هذه المتاهة الريفية كما يجعلنا نلتقط الأنفاس بصعوبة بالغة ونحن نقطع معها المساحة زحفا كي نصل جميعا إلى ذلك المنزل النائي الذي رسم نوافذه مثل عيون مفتوحة وكأن كل شباك يمثل فصلا مختلفا من حياة كريستينا، استخدم الفنان في عمله الفني طريقة لجعل الناظر لا يرى المرأة سوى من الخلف وبناءً عليه ليس بالإمكان التنبؤ بعمرها أو طبيعة انفعالاتها في تلك اللحظة أما الألوان المستخدمة فربما لا توحي سوى بالإحباط والسوداوية عاشت كريستينا في ذلك البيت مع شقيقها الأصغر وعندما توفيت عام(1969) لم تكن كريستينا تعلم بأن عالمها الصغير قد تغير واصبح مشهورا بفضل هذه اللوحة التي حولت المنزل والمنطقة حوله إلى مزار سياحي
