سيرة فنان

شيرين …سمراء النيل التي اسحرت الملايين

محمد علي

موهبة تغرد باحساس لامثيل له يتغلغل الى اعماق كل من يسمعها، بدأت من الصفر الى ان اصبحت اليوم رقم صعب ومن اهم نجمات الصف الاول في عالم الموسيقى في الشرق الاوسط، مسيرة رحلتها تتسم بالكفاح والنجاح حفرت في الصخر حتى اصبحت على ما هي عليه اليوم، المطربة (شيرين) نجمة سيرة فنان لهذا الاسبوع.

ولادتها
ولدت (شيرين سيد محمد عبد الوهاب) عام 1980 في الثامن من شهر تشرين الاول في احد الاحياء الشعبية البسيطة في القاهرة في عائلة تتكون من والدها ووالدتها واخ واخت معروفة بكونها عائلة بسيطة جداً .


حياتها الشخصية
تزوجت عام 2007 من الموزع محمد مصطفى وأنجبت منه طفلتيها مريم وهنا ولكنها انفصلت عنه عقب زواج استمر حوالي 5 اعوام، كما سبق لها الزواج من الموزع الموسيقي مدحت خميس ولكن لم يستمر زواجهما أكثر من ستة أشهر، وحديثا اعلن زواجها من المطرب (حسام حبيب) بعد محاولتهم تكذيب الشائعات التي اعلنت وجود علاقة بينهما، وكان حفل زواجها بسيط اقتصر على العائلة وبعض الاصدقاء، ونظرا لوفاة والدها المفاجئة قطعت شهر العسل لحضور العزاء.


بدايتها
بدأت شيرين الغناء وهي طفلة في المدرسة لا يتجاوز عمرها الـ 9 اعوام ولجمال صوتها والدفئ الذي بداخله جعل الكثير يلتفتون لها وبدأت باحياء الافراح الشعبية داخل الحي التي تسكن فيه حيث صرحت في احدى اللقاءات انه لا يوجد فرح في المنطقة الا ويطلب اهل العروسين ان تحيي الحفل شيرين، ثم انتقلت الى فرقة الموسيقى في دار الاوبرا المصرية باحثة عن تحقيق حلمها والانتقال من عالمها البسيط الى عالم مليء بالشهرة والنجومية وانتقلت من الصفوف الخلفية في فرقة الموسيقى الى الصفوف الامامية يصفق لها جمهور الاوبرا المعروف بذوقه الرفيع مما جعل الكثير يلتفت الى هذه الموهبة الكبيرة، وكانت البداية الحقيقية لشيرين تقديمها لديو غنائي مع الفنان محمد محي عام 2001 وحققت من خلاله نجاح كبير مما جعل الشاعر الغنائي مصطفى مرسي والملحن صلاح الشرنوبي يقدمانها الى المنتج نصر محروس والذي يلقبه الكثير بصانع النجوم والذي رأى في شيرين خامة جديدة فأعاد صياغتها شكلا ومضمونا ولتبدأ المطربة الشابة بتقديم شكلا غنائيا خاصا بها .


سيرتها الفنية
بدأت شيرين بطريقها الفني ليصبح النجاح صديقها فبداية من اغنية (اه ياليل) التي استطاعت من خلالها زحزحة اسم عبد الوهاب واصبح الكثير من الناس يلقبوها (شيرين اه ياليل) وفي عام 2003 طرحت البومها الغنائي الاول بعنوان (جرح ثاني) والذي حقق نجاحاً واسعاً في مختلف الدول العربية واستطاعت التفوق فيه على الكثير من المطربين وقدمت خلال الالبوم جميع الالوان الغنائية بين الطربي والرومانسي والدرامي والشعبي واستطاعت ان تثبت انها مطربة لايستهان بها ورغم التشكيك الاغلبية بأن شيرين نجحت نجاح وقتي ولن تستطيع الاستمرارية ألا انها اثبتت العكس للجميع وأنها لن تمر مرور الكرام خلال هذا الوسط الفني بل ستصبح بصمة وعلامة فارقة فطرحت البوم (لازم اعيش) عام 2005 والبوم (بطمنك) عام 2008 والبوم (حبيت) عام 2009 والبوم (أسأل عليا) عام 2012 والبوم (انا كتير) عام 2014 وحققت من خلال هذه الالبومات مبيعات ومشاهدات قياسية واغاني ناجحة يرددها الجميع. حتى الاغاني التي قدمتها في السينما مثل اغنية (كتير بنعشق) لفيلم عن العشق والهوى واغنية (المرايا) لفيلم اسف على الازعاج واغاني أخرى في الدراما مثل اغنية (مشاعر) لمسلسل حكاية حياة واغنية (حلاوة الدنيا) حققت من خلالها نجاحات كبيرة حيث تجاوزت مشاهدات اغنية (مشاعر) الـ130 مليون مشاهدة على موقع (اليوتيوب) بالاضافة الى اغنية (كده) التي غنتها في مسلسل طريقي التي اصبحت من اشهر الاغاني لها.
كما أستطاعت شيرين ان تقف على اهم المسارح العريقة فتم اختيارها عام 2016 لتقف في مسرح (بعلبك) في لبنان وبذلك تعتبر المطربة الوحيدة في الجيل الحالي التي وقفت على هذا المسرح بعد السيدة (ام كلثوم) بالاضافة الى مهرجانات مثل (قرطاج)، (موازين) و(جرش) وغيرها الكثير.


تجارب أخرى
لم تكتفِ شيرين بنجوميتها كمطربة بل كانت طمحت لتحقيق النجاح في مجالات أخرى فقررت الدخول لعالم التمثيل وشاركت بفيلم (ميدو مشاكل) مع النجم (احمد حلمي) لكن التجربة لم تكن موفقة وتعرضت لانتقادات قاسية قررت بعدها ان تترك عالم التمثيل لكنها لم تتخلى عن حلمها وانتظرت الفرصة المناسبة حتى عادت مرة اخرى ودخلت عالم التمثيل في مسلسل من بطولتها بعنوان (طريقي) ويتكلم عن رحلة كفاح مطربة بدأت حياتها من الصفر والصعوبات التي واجهتها وحققت نجاح كبير في هذا العمل واصبح من اهم الاعمال الدرامية.
كما خاضت شيرين تجربة الجلوس على كرسي الحكم في البرنامج الشهير (ذا فويس) مع جانب مطربين يسبقوها في العمر الفني لكن صوتها الجميل واختياراتها الذكية خولها الجلوس بهذا المكان وكانت من اهم اسباب نجاح البرنامج لانها كانت تتصرف كطفلة وبعفوية شديدة واستطاعت الفوز بلقب الموسم الثالث من برنامج (ذا فويس) بصوت المشتركة (نداء شرارة.(
في عام 2017 قررت خوض تجربة اخرى لتجلس على كرسي المذيع في البرنامج (شيري ستوديو) واستضافت من خلاله اهم نجوم الوطن العربي في الفن وحققت من خلاله مشاهدات عالية وقدمت ديو من اجمل الاغاني مع اهم نجوم ونجمات في مجال الموسيقى.


الجوائز والتكريمات
فازت بجائزة (الموريكس دور) كأفضل مطربة عربية في الشرق الاوسط 4 مرات وهي الوحيدة من بين فنانات الوطن العربي التي حصلت على هذا العدد بالاضافة لحصول مسلسلها (طريقي) كأفضل عمل درامي لعام 2015 وحصوله على الجائزة الذهبية في الدورة السابعة عشر من مهرجان الاذاعة والتلفزيون التونسي، وحصل ديو (كل ما اغني) الذي قامت بغنائه مع المطرب (حسام حبيب) على افضل ديو في الوطن العربي عام 2016 في مهرجان الموسيقى العربية. ومن ناحية اخرى عرضت عليها جائزة الـ (Music Award) العالمية الا انها رفضتها وذلك بسبب ان القائمين على الجائزة طلبوا منها مبلغ من المال مقابل الجائزة واغلب الفنانين يحصلون على هذه الجائزة بهذه الطريقة الا ان شيرين رفضت هذا المبدأ.
وفي عام 2015 حصدت 3 جوائز في
(Middle East Music Award)
وهي افضل البوم عن البوم (انا كتير) وافضل فيديو كليب عن اغنية (كلي ملكك) بالاضافة الى افضل مطربة في الوطن العربي وجائزة الميدل ايست ميوزك أورد (الميما) كأفضل مطربة عن ألبوم (حبيت)، بالإضافة إلى جائزة (ART)عن أفضل ألبوم نسائي عام 2010، وتكريم من الجمعية الأمريكية للعلماء المصريين بالولايات المتحدة نفس العام.
كما حصدت على ثلاث جوائز كأفضل مطربة، ألبوم وأفضل أغنية (كلي ملكك) من مجلة (دير جيست) لعام 2014 بالاضافة الى جوائز اخرى كثيرة في مختلف الدول العربية.

 

عفويتها وتلقائيتها
مع كل هذه الشهرة التي حققتها والمكانة الكبيرة التي وضعها الناس بها الا ان شيرين لم تتغير فبقيت محافظة على شخصيتها العفوية والغير متكلفة وكلامها البسيط الذي يوقعها في بعض الاحيان بمشاكل كبيرة كان اخرها مزحة قالتها في احد حفلاتها عندما طلبت منها احدى المعجبات غناء (ماشربتش من نيلها) لترد عليها شيرين (هيجيلك بلهارسيا) مما اعتبره البعض اهانة للنيل ولدولة مصر فاعترفت بخطأها وردت باعتذار رسمي على صفحتها الرسمية (الفيسبوك) الا ان اعداء النجاح كثيرين فرفع احد المحاميين دعوى ضدها بتهمة الاساءة لبلدها وقررت المحكمة حبسها 6 اشهر حتى اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي عن كيفية سجن مطربة بسبب مزحة، الا ان هذا الحكم اولي وقابل للتغيير بعد ان قام المحامي الخاص بها بطلب الاستئناف.
(شيرين) قدمت للجمهور فن راقي واحاسيس جميلة لامست كل من سمع لها وتستحق كل التقدير والمحبة كما تستحق المكانة التي جعلتها تقف مع نجوم الصف الاول في العالم العربي لتلقب بـ(ملكة المشاعر) وبانتظار المزيد والمزيد من الاغاني الجميلة والتي تعيش لاجيال واجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى