لوحات

شارع الرسامين…عرق من بغداد يحيى بعبق من ألوان 

عدسة الفن – لؤي زمزم        العدد:52

بين الماضي والحاضر نستذكر شارع الرسامين أحد معالم بغداد في منطقة الكرادة تحديداً، والذي يسمى أحياناً (شارع اسود) نسبة إلى أقدم عائلة سكنت فيه في عشرينيات القرن الماضي. هذا الشارع  كان يعد اكبر تجمع للرسامين في العالم في الثمانينيات والتسعينيات، احتفى بالفن التشكيلي وأهله، قبل أن يصبح هذا الشارع العتيد مهملاً يشكو قلة الرسامين والزوار بسبب الظروف، ولكنه رغم هذا فهو ينبض بالفن والمواهب الثمينة، فما زال يرتاده ذواقة الفن والسائحين ليقتنوا اجمل اللوحات فيبقى شارع الرسامين يرفد العالم بالجمال والرقي. يقول (محمد السوداني) وهو احد الفنانين في شارع الرسامين: ” ان شارع الرسامين احد المعالم المهمة في بغداد حيث يأتي لزيارة هذا المعلم اشخاص من انحاء القطر والسائحين من مختلف البلدان” ويضيف السوداني: “ان هذا الشارع كان يتكون من ٥٠ متجراً و اكثر من ٤٠٠ رسام اً، اغلبهم من كافة محافظات العراق كانوا يسكنون في فندق الكرادة وبعضهم يستأجر الشقق لتحويلها الى مرسم ،  وكانوا يبيعون لوحاتهم بأسعار قليلة لأصحاب المتاجر وتباع  بأسعار معقولة، اما الان فالمعادلة اختلفت  بأختلاف الظرف المعيشي، الان الشارع يحتوي على ١٤ متجراً للرسامين واكثر بقليل بسبب الظروف التي مر بها الوطن مما ادى لهجرة اغلب الرسامين”،  وتابع قائلاً: “ان ذواقة الفن ورواد هذا الشارع ما زالوا يأتون لنا لاقتناء اللوحات ومتابعة اعمالنا الفنية، ولكل فرد ذوق معين حيث تتعدد الاذواق، فالبعض يرغب بفن الحداثة واغلب المغتربين خارج العراق يرغبون باللوحات البغدادية لتذكرهم بوطنهم، وآخرين يحبون لوحات الآيات القرآنية او رسم الطبيعة او البورتريه او فن الاستشراق” ويؤكد ان الفنانين هنا يعانون من صعوبة نقل اللوحات خارج العراق وغلائها حيث يتجاوز سعر النقل احيانا سعر اللوحة اي ان الزبائن يتحملون نفقات كثيرة لنقل اللوحات خارج القطر، والحمد لله رغم كل الصعوبات التي تواجههم فهم مستمرون في نشر الفن والجمال وإرادة الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى