لوحات

سحر الطبيعة والمشاعر في نظرات امرأة

 

الاء خيرالله                  العدد:50

رسمت اللوحة (حب متجدد) من قبل الرسام الفرنسي (جان بول ايفيس) الذي وظف بعض تقنيات التصوير الرقمي والغرافيكس في رسم بعض تفاصيلها وأجزائها.
اللوحة مألوفة إلى حدّ كبير وكثيراً ما تستهوي المواقع المخصصة للأدب والشعر وهي تنتمي إلى ما يسمى (الرسم الرؤيوي) يحاول الرسام من خلاله أن يرتفع فوق العالم الملموس والمشاهد لكي يقدّم رؤيا أوسع للوعي مستمدّة من خبراته الذاتية، العاطفية، الروحية وغيرها.
عبرت لنا اللوحة عن رؤيا أو عن حالة ذهنية، تأخذ الناظر إلى عالم خفي لم يسبق لأحد أن ارتاده وربما لا نراه إلا في الأحلام أو حالات اللاوعي.
في اللوحة نرى امرأة تجلس وحيدة على ما يشبه أطلال قلعة قديمة في طقس توحدي مع الطبيعة نظرات المرأة المستغرقة وتعابير وجهها تعطي انطباعاً هو مزيج من التوق والانتظار والحزن قد تكون بإنتظار حبيب أو قريب أمعن في الغياب وقد تكون المرأة جاءت إلى هذا المكان المثلج البارد كي تتلمس في رحاب الطبيعة ما يسلي النفس وينسيها مرارة علاقة ما لم تكتمل. التباين قوي ما بين الهيئة العصرية للمرأة وشكل المعابد والأعمدة التي ترمز لماضٍ موغل في القدم وقد يكون الرسام أراد من هذه المفارقة أن يوحي بأن ما يعتري الإنسان من مشاعر الفقد والحنين والحزن لها صفة أزلية وسرمدية لا تتأثر بتقادم الزمن أو تغير الظروف الطبيعة، إما طبيعة اللوحة فهي فانتازية إلى حدّ كبير لكنها تظلّ الطبيعة التي تمنح برحابتها وغموضها وعداً بحياة جديدة تنبثق فيها شمس الأمل من جديد مبدّدةً بأشعتها سحائب اليأس والعتمة لتلتئم جراح النفس وتستعيد معها الروح بعضاً من توازنها وهدوئها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى