رسوم متحركة

(ساندي بيل) فتاة طفولتنا الشقية وبطلتنا الساحرة

عدسة الفن – جنان حسين – العدد 54

من النظرة الأولى لـ(ساندي بيل) تراها طفلة جميلة وشقية بعض الشيء، خصوصاً مع جواربها الغير متناسقة بألوانها والكرات الحمراء التي تربط شعرها الأشقر، ومع تتابع أحداث مسلسلها نكتشف كم هي طيبة وخلوقة، فهي ابنة مدير المدرسة الرجل الفاضل السيد (كريستي)، الذي رغم توبيخه لها بشدة لكثرة الشكاوي عليها وعلى كلبها (اوليفر) إلا انه يحبها كثيراً. وكعادة أي قصة لا تستمر الحياة إلا بحدوث شيء يغير مسارها، فتتعرف (ساندي) على كونتيسة القصر القديم والتي كانت المفتاح الذي فتح صندوق أحزان (ساندي) فقد أسرت قلبها وجعلتها تشتاق لوالدتها التي لم ترها أبداً لأنها ماتت وهي صغيرة، وفي الوقت ذاته ومع الخط التراجيدي لحاجة واشتياق ساندي لوالدتها، يظهر الخط الرومانسي بصداقتها مع (مارك) ابن الكونتيسة، الرسام الموهوب، كما يساعد وجود العلاقة المتنافرة بين (ساندي) والفتاة الارستقراطية (كيتي) إضافة مثيرة وكوميدية الى أحداث الانيمي المشوقة، لكن حدوث ازمة صحية تدني اجل والدها تجعله يعترف لها بالحقيقة، انه ليس والدها الحقيقي فقد وجدها في ليلة تحطمت فيها سفينة، ولا يعرف ان كانت عائلتها الحقيقية موجودة ام لا. بطلتنا ساندي ونحن معها نبدأ رحلة للبحث عن عائلتها، رحلة جميلة ومثيرة بصحبة سيارتها الرائعة التي حصلت عليها مع بدء عملها كصحفية مما أعطاها فرصة السفر لعدة مدن ودول، لتتوالى الأحداث مع خسارة (مارك) ثروته ورحيله ليصبح فنانا مشهوراً كما نتعرف على عدة شخصيات تضفي للانيمي خطوطاً درامية جميلة.
انيمي (Hello! Sandy Bell ) هو سلسلة أنيمي يابانية للأطفال من (Toei Animation) ومن تأليف (شيرو جينو)، يمكن تصنيفها من نوع(Shoujo) ، تم إنتاجها عام1981، وتم بثها في العام نفسه على شاشة تلفزيون (أساهي) الياباني (Asahi TV)، أما العرض الأول في أوروبا كان في فرنسا عام 1988، ولم تلقَ هذه السلسلة رواجاً في أمريكا، إلَّا أنَّها تعتبر من أكثر الأنيميات شهرة في الدول العربية وبعض دول أوروبا، وقد بثت على مدى (47) حلقة وفي أوقات عرضها كانت الشوارع فارغة، لم يكن هناك أطفال يلعبون خارج المنزل، حتى الكبار كانوا يراقبونها بسرور. الانيمي قدم عدة خطوط درامية وتراجيدية ورومانسية في أحداثه جعلته مناسباً لكل الأعمار، ولا ننسى انه بين من خلال بطلته ضرورة بناء الشخصية المستقلة للطفل، فإظهار (ساندي) وهي تعمل كصحفية مع الحفاظ على طيبتها ومصداقيتها زرع لدى مشاهديها الصغار صورة جميلة عن أهمية العمل وملاحقة الطموح ورسم الأهداف وتحقيقها بصورة صحيحة. (ساندي) منحتنا طريقة سحرية للتعامل مع حقائق الحياة، كانت القيم الأخلاقية التي اعتمدتها في شخصيتها وحياتها كالعلامة الفارقة في حياة متابعيها الأوفياء، الذين كبروا وما زالوا يتذكرون مواقفها وأرائها فبقيت ذكراها جميلة في قلوبهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى