عدسة الفن – رايفين فرجاني
تكاد التجربة البصرية للمشاهدة تتفوق على التجربة الذهنية للقراءة، وحتى أن مصطلح (مثقف) الذي يدل على الشخص المحب للقراءة وواسع الإطلاع يوشك أن ينطمس وسط مصطلحات مثل (Geek),(Nerd),(Otaku),(Filmar),(Comixawy), لكن (Geek) هو أكثر مصطلح يدل على أن فئة من الناس تعشق بل تصل إلى حد الهوس بالتجربة البصرية على الصعيد الفني والتقني، و للمصطلح إنتشارُ واسع وتأثيرٌ عظيم في العالم شرقه وغربه حتى صارت تقام له فعاليات عملاقة في مهرجانات كبرى حول العالم، أما (كوميك كون) فهو علامة تجارية ومصطلح ترفيهي يطلق على شبكة من المؤتمرات العالمية التي تعني بالقصص المصورة بشكل أساسي وتعني بالشرائط المصورة بصورة عامة، ويقصد بالشرائط المصورة هنا كل ما يعرض لوحة/كادر أو أكثر، الكوميكس، المانغا، السينما، التلفزيون، الأنيميشن، وتُقام شبكة المؤتمرات سنوياً في أماكن عديدة حول العالم مثلاً: بوخارست، موسكو، لندن، ويلز، إدنبرة،بيرنامبوكو، مونتريال، تورونتو، أوتاوا، سان دييغو، سان أنطونيو، نيويورك، كولورادو، نيوجيرسي، واشنطن، لوس أنجلوس، أوهايو، بنسيلفانيا، رود آيلاند، أوريغون، سان خوسيه، سيدني، نيودلهي، كراتشي ومانيلا. ويُلاحظ أن للولايات المتحدة نصيب الأسد من القائمة السابقة بالرغم من أننا قد تغافلنا عن ذكر العديد من المؤتمرات العالمية العملاقة للجيكس(Geeks) المتابعين،المعجبين الغير المعنونة بـ(كوميك_كون) مثل (Japan Expo),(Otakon),(Gamescom),(Comiket).
ولا ننسى إثنين من أكبر المؤتمرات الترفيهية والثقافية في العالم وأكثرها شهرة، (نيويورك كوميك-كون) الذي يقام سنوياً في مدينة نيويورك بولاية نيويورك الأمريكية، و(كوميك-كون إنترناشونال) الذي يقام سنوياً في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والأخير هو المؤتمر الأكبر في العالم و حدث الـ (كوميك كون) هو أحد أكبر الفعاليات في الفضاء الإعلامي والثقافي، وكوميك كون الدولي الخاص بـ(سان دييغو) هو أهم وأشهر سلسلة مؤتمرات سنوية ضمن هذه الشبكة الكبيرة حتى ألتصقت به كلمة كوميك كون وهو يقارب في أهميته حفل توزيع جوائز الأوسكار والمونديال في صورة أخرى. يُعتبر مهرجان (كوميك_كون) حدثاً عالمياً ويعد كيانا مؤسسيا غير هادف للربح (ولكن ترعاه مؤسسات بهدف تجاري)، وإنتشر الحدث في عدد كبير من البلاد حول العالم إلى أن وصل أخيرا إلى العرب متمثلاً بعدة مناسبات كبرى مثل (كايرو كوميكس) ومهرجان (تازركة) للشرائط المصورة و(إيجيكون) و(ليبيا كوميك-كون) و(سعودي كوميك-كون) ومعرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة، كل هذه المؤتمرات تملك موقعاً هاماً جداً على الخريطة الثقافية والإعلامية، من ذلك فائدتان لهما أثر عظيم، أولاً في الحاضر إحياء إحتفالات ثقافية وفنية لتناول مختلف الأشكال الترفيهية الراقية (سينما، تلفزيون، كوميكس، مانغا، ألعاب وروايات) التي صارت أداةً مهمةً في الثقافة والإعلام، ثانياً ربما في المستقبل تنجح تلك الفعاليات في سد الهوة التي إتسعت بين المشاهد والقاريء الورقي والرقمي، النقدي والجمهوري، ناهيك عن مسألة من الذي سيغلب في النهاية وتأثير ذلك على واقعنا.
