اضاءات روائية

(ذهب مع الريح)…رواية رومانسية متشابكة صنعت فيلماً عظيماً

عدسة الفن – مريم منير

رواية كبيرة ترينا ان النضوج لا يكون بمرور الاعوام وانما بمرور الاحداث وتغير المشاعر، انها قصة حب بين اشخاص لم يظنوا انهم سيقعوا بالحب، وحب بين الارض ومن نشأ عليها برغم ظروف البلاد، انها قصة عن (سكارليت) واصرارها للفوز بحبيبها وعائلتها ومزرعتها، لنؤمن معها بمقولتها الشهيرة “غداً يوم آخر”.

(ذهب مع الريح) هي رواية للكاتبة الامريكية (مارغريت ميتشيل) وهي الرواية الوحيدة للكاتبة، اصدرتها عام 1936 وقد وصل حجم مبيعاتها الى 50 الف نسخة في يوم واحد.
بعد ان اصيبت (مارغريت) بالمرض اجبرت على المكوث في البيت فبدأت بالكتابة، اكتسبت روايتها
(Gone With the Wind)
شهرة واسعة وفازت بجائزة البوليتزر ولشهرتها اصدرت الحكومة الامريكية طابعاً تذكارياً بمناسبة مرور ربع قرن على اصدار الرواية، وقد تمت ترجمتها إلى ثلاثين لغة منها اللغة العربية. احتوت الرواية على 1037 صفحة، تدور احداثها حول الحرب الأمريكية الأهلية على المزارعين الجنوبيين، وانهيار المجتمع الاقطاعي لتظهر قصص حب متشابكة محورها البطلة (سكارليت أوهارا) التي تحب (أشلي ويكلس) احد ورثة الاقطاع في الجنوب والذي لا يبادلها الحب، من ثم تتزوج من (تشارلز هاملتون) اخ (ميلاني) زوجة (ويكلس) لتكون بالقرب من حبيبها، ليظهر بعد ذلك البطل المغامر (ريت بتلر) الذي يحب (سكارليت) ولكنها لا تفطن لحبه خلال زواجهما الا بعد ان انفصلا. قرر المنتج (ديفيد أو. سيليزنيك) رئيس شركة افلام (سيليزنيك) العالمية شراء حقوق رواية (ذهب مع الريح) لأنتاج فيلم مبني على احداثها بعد شهر من صدورها واشتراها بمبلغ ضخم وهو 50.000 دولار امريكي فتحولت الرواية الى فيلم سينمائي مدته 3 ساعات و42 دقيقة، واختياره من قبل معهد الفيلم الامريكي الرابع في قائمة افضل الأفلام الأمريكية المائة في القرن العشرين، وعام 2006 اصبح ثاني اعلى الافلام إيراداً في السينما الأمريكية. بدأ التصوير للفيلم في 26 كانون الثاني عام 1939 وانتهى في ذات العام 27 حزيران. الكاتبة (مارغريت) توفيت وهي تبلغ من العمر 49 عاما وهي من القلائل الذين خلد اسمهم في عمل واحد فقط. استمرت الشائعات عن نية هوليوود إنتاج تتمة لفيلم (ذهب مع الريح) عقوداً، إلى أن أنتجت التممة أخيراً للتلفاز وكانت مبنية على رواية (ألكساندرا ريبلي سكارليت)، وهي ذاتها تتمة لرواية (ميتشل) الأصلية، لقي الكتاب والسلسلة القصيرة مراجعات متعددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى