سرى يوسف العدد:48
تعد لوحة (حقل القمح) من أشهر لوحات (فان گوخ) المنقولة عن أحداث الطبيعة التي رسمها في مواقيت مختلفة ليدرس ارتكاز الضوء ويختار أفضل المشاهد التي تمت عام 1890 بالزيت على كانفاس وبقياس (50.5 × 103سم) ثم عرضت للجمهور عام 2001 في أمستردام بسعر 35 مليون دولار، وهناك من يعتقد انها تمت قبل انتحاره بـ19 يوماً وهي تعكس حالة اللاهدوء التي يتميز بها الفنان واختلاط اليأس والامل حيث يبدي اتقانه برسم عيدان القمح الذهبية وأغصان الاشجار التي تحيط بالحقل كما ان مسحة السماء لم تتكرر مع فنان آخر، وتدل الحقول على نضجها والاستعداد لحصادها وهي لا تستقيم بوقفة واحدة وطول واحد بل ذات تموجات وفي الركن الأسفل هناك مسحة خضراء لبعض الأغصان والحشائش التي تنبت بلا نظام كأنها شاطيء البحر الذي يمنع الماء من التدفق كي لا تغرق الارض، فهذا الشريط رغم كونه فاصلاً بين الجزئين الا انه اداة موصلة كون الأرض تنتهي بأشجار عالية تخترق السماء ولمنع انفراط اللوحة الى اجزاء كان من الضروري أن يستخدم عدد من درجات اللون وعدد من الأشكال ومستويات الارتفاع والانخفاض، فيظهر ذلك في مسحة السماء بصورة جديدة والذي اعتقده البعض انه أثر من رسوم كرتون الاطفال حيث تبدأ السحب زرقاء غامقة ثم بيضاء ثم تميل الى الأخضرار، ويبدو ان المساحة الزرقاء الغامقة تشبه الى حد بعيد للتلال التي كان من الصعب ان يبدأ من لون السماء الفاتحة كي لا تندمج عند المشاهد ومن الحكمة ايضاً ان يتبعها بألوان فاتحة لكي لا يصيب اللوحة فقر فني يختص بأستخدام الوان داكنة وهي لوحة نهارية.
