سيرة فنان

جيوفري راش…الاسترالي الذي خطف الاوسكار ففازت هوليوود بموهبته

احمد عباس      العدد:48

يبدو عليه الوجاهة وثقل الشخصية وروح العمالقة وهيبة الكبار، لكن برغم هذا  اذا نظرت الى عينيه ستجد عطفاً واحياناً تلاحظ رجفة يديه وتأثره بالشخصية، فتدرك انك امام فنان بموهبة نادرة، كيف لا وهو تربى على خشبة المسرح ينطق كلمات شكسبير.(جيوفري راش) نجم سيرة فنان هذا الاسبوع.

نشأتهُ

ولد الممثل (جيوفري روي راش) في تووميا – استراليا بتاريخ 6 تموز عام 1951 من ام المانية الاصل واب ايرلندي – اسكتلندي الاصل. والدهُ (روي) كان يعمل إدارياً في القوات الجوية الاسترالية ووالدتهُ موظفة في متجر. تطلق والدا (جيوفري) عندما بلغ خمسة اعوام وعاش مع والدته في منزل والديها.

حياته الشخصية

التقى (جين مينياوس) وتزوج منها، حظيّ منها بفتاة تدعى (انجليكا) ولدت في العام 1992 وبصبي يدعي (جيمس) ولد في العام 1995، وهم يقطنون استراليا.

دعوة قضائية

نظرت محكمة أسترالية، قبل عدة ايام في قضية رفعها الممثل بشأن تشويه سمعته، بعد أن اتهمته صحيفة (ديلي تليغراف) في مقال نشرته الصحيفة عام 2017، زعمت فيه أنه تصرف بشكل غير لائق تجاه ممثلة شابة خلال مسرحية (الملك لير)، وفي مقدمة استهلالية أمام المحكمة الاتحادية، شن محامي الممثل هجوماً لاذعاً على المقال، قائلاً إنه دمر مهنة الممثل. وقال إن دخل الممثل، البالغ من العمر 67 عاماً، تراجع من 1.5 مليون دولار أسترالي (1.07 مليون دولار أميركي) خلال الخمسة أشهر السابقة على المقال إلى 44 ألف دولار فقط بعد نشر المقال. وقال المحامي للمحكم: ” لقد كانت سمعته تتمثل في أنه محترف متمرس، ممثل كرّس حياته لمهنته”. موضحاً أن سمعة (راش) أصبحت محل شك، بسبب التقرير، وما زال الامر متروكاً للقضاء للبت فيه.

 

بدايته الفنية

كانت بدايته كممثل مسرحي، ففي عام 1971 تخرج من جامعة (كوينزلاند) بدرجة بكالوريوس اللغة الانكليزية في عمر ناهز العشرين عاماً، وفي بداية اهتمامهِ بالفن الدرامي شارك في مسرحيته الاولى. أُكتشِف من قبيل الصدفة عندما كان يقدم عرضاً مسرحياً ساخراً عن طريق شركة (كوينزلاند). أعقبها بأعوام قليلة رحلته الى فرنسا بغرض الدراسة ثم عاد خلال فترة قصيرة لإكمال عمله كممثل ومخرج في شركة (كوينزلاند)، أيضاً ظهر في مسرحية (إنتظار غوتو) مع (ميل جيبسون) للكاتب (صمويل بيكيت)، لم يُدرك كلاً منهما حجم النجاح الذي ينتظرهما وعاشا معاً لمدة 4 أشهر.

أبرز اعماله المسرحية

طوال أعوام من العمل مع شركة (كوينزلاند) قدم الكثير من الاعمال المسرحية، ففي عام 1987 شارك في مسرحية ويليام شكسبير (The Winter’s tale)  التي أقيمت في مسرح فنون الاستعراض في اديليد استراليا وايضا شارك في مسرحية (The Importance of Being Earnest)  لـ(اوسكار وايلد) لعب فيها دور (جون ورثينغ) بإلاضافة إلى مشاركته زوجته في المسرحية بدور (غويندولن)، وفي عام 1994 لعب دور (هوارشيو) في مسرحية (Hamlit) التي هي أيضا من اعمال ويليام شكسبير بجانب (ريتشارد روكسبيرج) و(دايفيد يونهام)، وبعدها عامين ظهر في مسرحية (The Marriage of Virago) وما يزال حتى يومنا هذا يظهر في مسرحيات عدة.

سيرته السينمائية

كأي ممثل آخر بدأ مسيرته كممثل في المسلسلات التلفزيونية، حيث ظهر في جميع حلقات مسلسل (Menotti) في عام 1980 وبعد عام من ذلك ظهر بدور بسيط في اول فيلم له بعنوان (Hoodwink) واستمر بأداء الادوار البسيطة حتى عام 1995 حيث ظهر في فيلم (Dad and Dave in our selection)  وقد ظهر بدور (دايف)  حتى عام 1996، العام الذي لن ينساه (جيوفري) ابداً حيث ظهر في فيلم (Shine) بدور عازف بيانو، الفيلم الذي ترشح وفاز به بجائزة اوسكار لافضل ممثل عن دور رئيسي و(غولدن غلوب) لافضل ممثل في فيلم دراما وأيضا البافتا وحاز على اشادة كبيرة على الاداء الذي قدمه وفي نفس العام ظهر في مسلسل (Mercury) بدور البطولة وبعد عدة ادوار ثانوية ورئيسة وصولا الى عام (1998) ظهر في فيلم (Shakespeare  in love) وترشح فيه لجائزة الاوسكار لأفضل ممثل مساعد ولاقى اشادة كبيرة من النقاد على الاداء الجميل الذي قدمه في الفيلم وايضا ترشح لجائزة الغولدن غلوب عن ذات الدور لافضل ممثل مساعد، وما زال يستمر بنجاحاته فبعد فيلم (شكسبير عاشقا) شارك في فيلم (البؤساء) حيث ظهر جنبا الى جنب مع (ليام نيسون) وثم فيلم (Elizabeth) مع (كيت بلانشت) وللمرة الثانية (جوزيف فينيس) وفي عام 1999 شارك في فيلم الرعب (House in Haunted Hill) ولاقى انتقاد من قبل النقاد.

اشهر واجمل ادواره

عاود الظهور في فيلم (Quills) عام 2001 حيث ترشح لاوسكار افضل ممثل وغولدن غلوب لافضل ممثل في فيلم دراما وقد ظهر في الفيلم بجانب الممثل العظيم (خواكين فينيكس) و(كيت وينسلت) ليبرز بشكل اقوى في هوليوود وها هو في عام 2001 يشارك في فيلم (Tailor of panama) الى جانب (بيرس بروسنان) وثم شارك في فيلم الدراما والغموض (Lantana) ولاقى ادائه استحسان النقاد، في عام 2002 ظهر في فيلم  (Frida) بطولة نخبة من النجوم (سلمى حايك) و(الفرد مولينا) و(انتونيو باندرياس) و(ادوارد نورتون).

اخيرا وصلنا الى عام 2003 واطلاق اول اجزاء سلسلة (Pirates of the Caribbean) من بطولة (جوني ديب) حيث شارك في السلسلة بدور (باربوسا) واشتدت شهرته في الوسط الفني وخلال عام شارك مع (هيث ليدجر) و(اورلاندو بلوم) و(نعومي واتس) في فيلم (Ned Kelly). كما قام بدور (بيتر سيلز) في فيلم (Life and Death Peter Sellers)،  اول فيلم له مع (ستيفن سبليلبرغ) كان في عام 2005 في فيلم (Munich) بجانب (ايرك بانا) و(دانيال كريغ)، وعاود ظهوره بدور الكابتن (هكتور باربوسا)  في الجزئين الثاني والثالث من (Pirates of the Caribbean)  في عامي 2006 و 2007 و في الجزء الثاني من فيلم (اليزابيث) بعد مرور 9 أعوام على الجزء الاول . ظهر في عام 2010 في واحد من اشهر ادواره وهو (ليونيل) في فيلم (The King’s Speech)  بجانب (كولين فيرث) و(هليلينا بونهام كارتر) حيث ترشح مرة اخرى لجائزة الاوسكار لأفضل ممثل مساعد واشادة على الاداء العظيم الذي قدمه وفي العام التالي عاود ظهوره بدور كابتن (هكتور باربوسا) في الجزء الرابع من  (pirates of the Caribbean)   ظهر في العديد من المسلسلات الى ان ظهر بدور البطولة في فيلم (The best offer) الذي وصفه البعض بأفضل فيلم له خلال مسيرته الفنية وبعد فيلم (The Book thief)  بدأ يشارك بافلام بسيطة والكثير منها لاقت فشلاً نقدياً مثل فيلم (اله مصر) والجزء الخامس من (Pirates of the Caribbean) عام  2017  وفي نفس العام ظهر بدور الفيزيائي العظيم (البرت انشتاين) على مدار 5 حلقات من مسلسل (Genius) واخر افلامه كان في عام 2017 وهو فيلم (Final Portrait)، وينتظر له حالياً فيلم (Storm Boy ) المتوقع صدوره عام 2019.

الجوائز والترشيحات

جائزة الاوسكار لافضل ممثل عام 1996 في فيلم (Shine) وبهذا يعتبر اول ممثل استرالي يحصل على هذه الجائزة لإدائه التمثيلي. وترشح لنفس الجائزة عن الافلام التالية (Quills، Shakespeare in Love، The king’s Speech). وقد فاز بجائزة (غولدن غلوب) مرتين وترشح 4 مرات، كما فاز بثلاث جوائز بافتا وترشح لاثنين، ليبلغ محصلة ما حصده من جوائز (44) جائزة من اصل (78) ترشيحاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى