سيرة فنان

جيمس كاميرون…ملك الايرادات والقدوة السينمائية المثالية

سامر حميد

قبل ان ابدأ بأي شيء دعوني اتمنى لـ(جيمس كاميرون) عيد ميلاد سعيد حيث يتم اليوم عامه الرابع والستون. (جيمس كاميرون) الاسم الذي تردد كثيراً في صغري ترفقه كلمات مثل ابداع ونجاح وقمة، ظل يتردد حتى اللحظة ولكن هذه المرة يوصف بالقول انه الشخص الذي جعل الحفاظ على القمة يبدو سهلاً جداً.

Director James Cameron poses for a picture in Los Angeles, Thursday, Dec. 3, 2009. (AP Photo/Chris Carlson)

الولادة والنشأة
ولد جيمس كاميرون عام (1954) في مدينة (كابوسكاسينغ) بمقاطعة (اونتاريو) في كندا لوالد يعمل مهندسا، درس الفيزياء وتخصص فيها، إلا أن حبه للسينما والشاشة الفضية اختطفه من الفيزياء، فانتقل عام (1971) إلى (الولايات المتحدة الأمريكية) وهناك أصدر أول عمل له كمخرج مساعد ومشرف فني في فيلم للمخرج المعروف (روجر كورمان)، اي ان (جيمس) قد تربى على العلم وهو ما اصبح ثيمته الاساسية في افلامه التي اخرجها بعد حين.

حياته الشخصية
ارتبط جيمس كاميرون في مسيرته بعدة ممثلات ومنتجات وتزوج 4 مرات ولكن زواجه لم يكن مستقرا في اي منهما الا في اخره، فقد تزوج (شيرون وليامز) وانفصلا بعد ستة اعوام زواج ثم تزوج (غيل آن هيرد) المنتجة الامريكية وانفصلا بعد اربعة اعوام وتزوج المخرجة الامريكية (كاثرين بيغلو) ولكن زواجهما لم يدم سوى عامين ثم اتبع ذلك زواجه من الممثلة التي رافقته في فيلم
(The Terminator) وهي (ليندا هاميلتون) واخيرا يبدو انه استقر على خامس زواج له من الممثلة (سوزي أميس) وانجب منها ثلاثة اطفال.


بداياته وافلامه
البداية الحقيقية لـ(جيمس كاميرون) جاءت عام (1984) عندما كتب واخرج اشهر أفلام (أرنولد شوارزنيجر) وهو فيلم
(The Terminator) والذي عد نقلة نوعية في عالم المؤثرات البصرية علما بأن جميع استوديوهات هوليوود رفضت المجازفة بالتعامل مع مخرج مبتدئ لإخراج الفيلم وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا، وبعد ذلك بدأت نجومية كاميرون في الظهور بقوة كأحد أشهر مخرجي أفلام الحركة والخيال العلمي في هوليوود، ليقدم بعدها مجموعة كبيرة من الأفلام منها:
(Aliens) (Titanic) (Spider-Man and Dark Angel) وجعل فيلم (Terminator) سلسلة مكونة من ثلاث اجزاء لتصبح السلسلة معشوقة الجماهير وتطالبه بالمزيد منها ولكنه رفض وقام مخرجون اخرون بإخراج افلام للسلسلة ولكنها لم تكن في المستوى لذا تدخل جيمس وهو ما سنذكره لاحقا.


تميزه وفلسفته الخاصة
تتميز أفلام (كاميرون) بالتقنية العالية في التصوير، ويعتبر من أوائل المخرجين الذين استخدموا الحاسوب في التصوير السينمائي في هوليوود، وظهر هذا وبوضوح في سلسلة
(The Terminator)
خاصة في الأجزاء الأخيرة من السلسلة، وتتميز أفلامه أيضا بوجود ذلك التشابك والصراع بين الإنسان ومشاعره الإنسانية من ناحية والآلة وهو ما ظهر بوضوح في أفلام مثل (Titanic) عندما خلق قصة الحب الفريدة التي قدمت نهاية متوازنة بين الإنسان والآلة، حيث كان الفوز من نصيب الإثنين الإنسان والآلة، ولكنه لم يكن فوزا كاملا، فالآلة لم تحطم الحب بالكامل، والحب لم يكتمل أيضا فقد خسرت الحبيبة حبيبها. اما في سلسلة  (The Terminator)
كان الصراع بين الانسان والآلة أشد وضوحا، ولكن الفلسفة كانت مختلفة قليلا، فكان الصراع ثلاثيا بين طرفين، بين الآلة الشريرة من جانب والإنسان والآلة الطيبة من جانب آخر، وكانت النهاية في صالح الإنسان الذي انتصر في النهاية، وجسد لنا جيمس هذه الملحمة عبر ثلاثة أجزاء، معبرا وبكل وضوح عن هذه الفلسفة الجديدة في السينما العالمية كاسباً قاعدة جماهيرية جعلته يفكر جديا في انشاء سلسلة اخرى في المستقبل القريب.


انجازات
جيمس كاميرون الحاصل على نجمة تقدير في ممر الشهرة في هوليوود منحته جامعة (كارلتون) في (أوتاوا) درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون الجميلة عام 1998. وفي العام نفسه حصل على درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة (رايرسون) و (تورونتو) ، وتعتبر جوائز الجامعة أعلى تكريم لأولئك الذين قدموا مساهمات استثنائية في (كندا) أو على الصعيد الدولي، وهو أحد المستشارين في وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية (ناسا). ساهم مع مجلة (ناشيونال جيوغرافيك) العالمية في عدد من التحقيقات الصحفية منها موضوع (تايتانيك) في عام (2012) بمناسبة مرور مئة عام على غرق هذه السفينة الشهيرة، كما قام بغوص انفرادي إلى أعمق نقطة في العالم (خندق ماريانا)، في غواصة من تصميمه الشخصي. وحاليا يعمل جيمس كاميرون كمستكشف مقيم لدى (ناشيونال جيوغرافيك). وهو عضو في مجتمع المريخ ويعد أنجح مخرجي الأفلام الكنديين ماليا على الاطلاق.


النجاح النقدي والتجاري
جمع جيمس كاميرون ما بين النجاح النقدي والفني، ولنبدأ من سلسلة افلام  (The Terminator) التي تعد كما سبق الذكر احد افضل الافلام من ناحية المؤثرات وقتها حقق كل فيلم تقريبا ثلاثة اضعاف ايراداته وربما اكثر في بعض الاجزاء بالإضافة الى النجاح النقدي والاشادات التي توالت من قبل النقاد والجماهير على حد سواء وكذلك الاكاديمية التي منحتها 4 اوسكارات ودخلت السلسلة الى قائمة افضل 250 فيلما حسب موقع .(IMDb)في الجزء الثاني من الفيلم تطورت معدات (جيمس) بشكل ملحوظ فقد استعمل ولأول مرة لاقط حركة بشري طبيعي لشخصية مصنوعة بالحاسوب، وأول شخصية رئيسة مصممة جزئياً بالحاسوب. وفي فيلم (Titanic)لامس كاميرون مشاعر الجميع بتجسيده لحادثة آلمت قلوب كل من تابع القصة ليختار جيمس المكان والزمان المناسبين والطاقم التمثيلي الاكثر من ملائم وقتها واستطاع الخروج بشيء يكاد يصل الى المثالية من ناحية احكام الادوات لتكون النتيجة ايرادات خيالية وصلت الى 2.1 مليار واشادات كبيرة من النقاد وهوس جماهيري بالفيلم وداهم حفل الاوسكار ليختطف 11 اوسكار وقتها بمختلف الفئات.
يقال بأن الحفاظ على القمة اصعب من الوصول اليها ولكن (كاميرون) جعل الصعب يبدو سهلا جدا بعد اخراجه لفيلم (Avatar) الذي ثبت اقدامه في المقدمة بدليل النجاح على جميع الاصعدة بل وحتى حطم رقمه القياسي السابق في الايرادات الذي كان مسجلا لصالح (Titanic) واصبح لفيلم (Avatar) الذي حصل على ثلاثة جوائز اوسكار من الاكاديمية وقتها.
هكذا يبدو النجاح النقدي والتجاري (فجيمس كاميرون) هو القدوة المثالية لمن يود الدخول الى عالم هوليوودي ناجح.


كاميرون من وجهة نظر مشاهد
يعتبر كاميرون بالنسبة للسينمائي صاحب الفضل الاكبر في اكتشاف المؤثرات البصرية وتطويرها، فقد احدث ثورة في هذا العالم من خلال افلامه المتتابعة والتي يأتي بها بشيء جديد بكل مرة يخرج فيها فيلما، (جيمس) استطاع الدخول الى قلوب المشاهدين بعد اخراجه لفيلم (Titanic) واستطاع بعدها الدخول الى جيوب المشاهدين عندما اخرج فيلم (Avatar) الذي حصل على 2.8 مليار دولار واستمر باعتلاء القمة من حيث الايرادات، الجدير بالذكر ان الفيلم سيصبح سلسلة ايضا بعد ان وضعت له اربعة افلام اخرى ليصبح المجموع خمسة اجزاء من هذا الفيلم.
مقومات كثيرة جعلت (كاميرون) يعتلي القمة ويحافظ عليها كذلك ، كتبت وجعلته ايضا يحصل على الاوسكار الغالية ثلاث مرات في ليلة واحدة بعدما اكتسح الحفل انذاك بفيلمه .(Titanic) وختاما يبدو ان (جيمس كاميرون) يتوجه الى ان يصبح احد اولئك الكتاب والمخرجين والمنتجين الخالدين والذين تتذكرهم السينما في كل موعد وحين او قد اصبح بالفعل برأي الاغلبية الان وبأنتظار المزيد من هذه الشخصية المثالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى