لوحات

جون برامبليت..الفنان الذي فقد بصره فأصبح معجزة

 

نرمين فرحان               العدد:50

القلب هو مرأة الروح، هو الحاسة الاساسية التي تُسير الانسان وتوجهه الى طريقه، هو عيناه التي يرى بها الاشياء حوله بجمالها او بشاعتها لذلك فهو يعتبر بمثابة العين الثالثة له، ولكن ماذا اذا فقدت بصرك فهل هذا يعني انك لا ترى فعلاً؟ ام ان لبصيرتك رأي اخر.
)جون برامبيلت) هو شاب أمريكي الجنسية ويعيش في ولاية تكساس من مواليد عام 1971، فقد بصره تدريجياً حتى اصيب بالعمى تماماً واصبح كفيفاً في سنة 2001 وكان هذا يرجع الى إثر نوبات صرع متكررة ظل يتعرض لها من صغره وازدادت النوبات تدريجياً مما ادى الى فقدان بصره وكان هذا ليس بالامر السهل عليه، فقد عاش حالة من الحزن والاكتئاب نتيجة لهذه الحادثة، ولكنه لم يفقد بصيرته وحبه للفن والألوان، كان الفن دائماً جزءاً كبيراً من حياة (جون) لذا حاول أن يرسم لأول مرة بعد أن أصبح أعمى تماماً، فبدأ بعد فترات من اليأس والإستسلام يتعلم كيف يرسم بلا قدرة على النظر، يتحسس القماش والحواف، ويضع علامات محسوسة على أنابيب الألوان، وحين أنجز أولى لوحاته كانت مجرد لطخات، بحسب من شاهدوها، ومضى جون يحاول تخيل الخطوط والأشكال ويتحسس كل ما حوله ليوقظ ذهنه، فإستطاع وضع طريقة جديدة لتلوين لوحاته الفنية، وذلك باستخدام ألوان بارزة، فبعد أن كان يضع علامات محسوسة على أنابيب معاجين الألوان كطريقة برايل، أصبح بشكلٍ ما يستطيع التفريق بين الألوان عن طريق اللمس، فالأبيض ملمسه سميك بعض الشيء، بينما الأسود متحايل، وقد استعان بمخيلته وحاسة اللمس لرسم الفنانين والأشخاص من حوله بطريقة مطابقة للأصل، ورغم أنه لم ير زوجته وطفله أبداً، إلا أنه رسمهما بالطريقة الصحيحة فهو يراهما بمخيلته كما هم في الواقع، حصل الرسام الملهم على العديد من التكريمات وكان موضوع الكثير من الانتباه الإعلامي للوحاته المذهلة والتي صنعها بالرغم من إعاقته بشكل ما، “أنا ممتن لأني أصبحت أعمى، الأمر أكثر منطقية عندما تتوقف عن التفكير في المحنة كعقبة، وتبدأ بالنظر لها كتجربة، شيء يمكنك التعلم والنمو منه”. يذكر أن لـ(برامبليت) مقاطع فيديو تؤكد مقدرته هذه على الرسم، كما أنه شارك في فعاليات فنية وثقافية عديدة ليرسم أمام الجمهور والأطفال الذين يتعلقون به عادة، كما أنه يدرب المكفوفين على الرسم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى