سيرة فنان

تشارليز ثيرون…جميلة هولييود وايقونة الاداء المميز

 تحرير عبد الرضا

لا نستطيع البدء بالكلام عنها الا بقول (الجميلة) وربما كانت هذه نعمتها ونقمتها في الوقت ذاته، اذ ان جمالها الاخاذ لم يمكنها في البداية من جعلها اختيار للمخرجين الاول فيما يخص الادوار الجادة، لكنها جاهدت في حياتها الفنية كما في حياتها الخاصة لتحفر في اذهان المشاهدين والنقاد موهبتها. صاحبة الانجازات الفنية والانسانية (تشارليز ثيرون) نجمة سيرة فنان لهذا الاسبوع.

نشأتها
ولدت (تشارليز ثيرون) في 7 اب عام 1975 في مدينة بيوني بجنوب افريقيا، وهي الطفلة الوحيدة لـ(تشارلز) و(جيردا)، تمتلك جذور المانية من جهة الأم ومن جهة الأب جذور فرنسية وهولندية، امتلك والديها مزرعة وشركة بناء طرق، وتتقن 26 لغة ولهجة محلية، وجود مصنع والدها في البرية كان له أثر كبير في قرارها بأن تصبح ناشطة لحقوق الحيوان، بدأت بحضور دروس تعلم الباليه وهي صغيرة وتم إرسالها للتدريب في المدرسة الوطنية للفنون بـ(جوهانسبرغ)، كانت عائلتها غير سعيدة فقد عانى الأب من إدمانه الشديد على الكحول، الذي دفعه إلى إيذاء أفراد عائلته وفي سن الـ15 شهدت (تشارليز) مقتل والدها الذي كان مدمنا على شرب الكحول اذ اضطرت والدتها إلى إطلاق النار عليه بهدف الدفاع عن النفس، في عمر الـ16 شاركت بمسابقة لعرض الأزياء وخرجت منها فائزة، فوقعت عقد سنوي مع وكالة عرض أزياء في ميلانو وسافرت في جميع أنحاء أوروبا، ثم استقرت في نيويورك، كان لديها حلم بأن تصبح راقصة باليه، وبعد إنتهاء عقدها انتسبت إلى مدرسة (جوفري) لرقص الباليه، لكن بسبب إصابتها في ركبتها إضطرت إلى التخلى عن مهنة الرقص وبدلا من العودة إلى الوطن توجهت إلى ميامي لتعمل عارضة أزياء وتحت اصرار والدتها اتجهت لهوليوود.


حياتها الشخصية
ارتبطت (تشارليز) بعلاقة طويلة الأمد مع الممثل (ستيوارت تاونسند) لكنهما انفصلا عن بعضها، ثم انتشرت عدة تقارير تفيد بوجود علاقة بينها وبين الممثل (شون بين)، واخيرا تبنت ابنا اسمه (جاكسون) عام 2012، ثم عادت لتبني فتاة صغيرة تدعى (أوغست) عام 2015.


اعمالها الخيرية
خاضت مجال العمل الاجتماعي حيث أطلقت مشروع تحت اسم (Africa Outreach Project)
الذي شكل ائتلافاً مع نادي كرة القدم (LAFC) من أجل توفير ملاعب كرة قدم في عدد من المناطق الريفية في جنوب أفريقيا، وفي عام 2008 نالت تكريما خاصا من الأمم المتحدة عندما أصبحت رسولة للسلام في العالم، كذلك كانت من مؤيدي الصندوق الدولي، وهو مؤسسة معنية بمكافحة الامراض حول العالم.


بداياتها الفنية
توجهت للعمل في هوليوود وبعد عدة اشهر وبالصدفة التقت بـ(جون كروسبي) الذي شاهدها وهي تتحدث اللغتين الانكليزية والافريقية معا معبرة عن استيائها لعدم استطاعتها سحب مبلغ من الصراف الالي، فقدم لها بطاقة اعماله وقدمها لعدة وكالات لاختيار الممثلين، وبعد 8 أشهر من وصولها واختلافاتها مع المتعهدين لتقديمهم سيناريوهات تافهة لها تم اقناعها بان تقوم بتمثيل مشهد صامت من 3 ثواني في فيلم
(Children of the Corn III: Urban Harvest)
ثم شاركت في الفيلم التليفزيوني
(Hollywood Confidential)
لتصنع لنفسها سمعة كواحدة من الممثلات الشابات الواعدات، وإلى جانب تمثيل الافلام، قامت بتصوير الأعلانات التليفزيونية ثم مثلت في فيلم
(Days in the Valley 2)
وكان دورها التالي في فيلم
(That Thing You Do)
من اخراج توم هانكس الذي اشاد بموهبتها وتوقع لها النجاح ومثلت بعدها بفيلم
(Trial and Error).


الاحتراف والشهرة
كان أول عمل كبير لها هو دورها في فيلم (محامي الشيطان) حيث مثلت أمام النجوم (آل باتشينو) و(كيانو ريفز) واعترفت الممثلة نفسها بأن هذا الدور تطلب ليس فقط موهبتها بل اضطرت إلى السفر إلى نيويورك لاختبارات تجارب الأداء والدفع من أموالها الخاصة، ولم تحصل على الدور الا بعد ثلاثة أشهر، لكن حتى بعد ذلك استمر قلقها من أن يتم استبدالها. قامت بعدها بأداء دور ليس كبير في فيلم (شهرة)، في وقت لاحق حصلت على دور البطولة في فيلم (Mighty Joe Young) الذي تم تصويره في شركة والت ديزني، ورغم فشل الفيلم في شباك التذاكر، لكن لاحظ النقاد تمثيلها، وانها كانت مطلوبة باستمرار في هوليوود. في عام 1999 لعبت الممثلة دور البطولة في فيلم (زوجة رائد الفضاء)، مع الممثل جوني ديب، وكان دورها التالي في فيلم ( قوانين منزل سايدر)، بعد ذلك مثلت في فيلم (Reindeer Games) واجه الفيلم بعض النقد لكنه سمح لـ(تشارليز) بتغيير نمط عملها الفني من الدراما الى أفلام الرعب الصعبة. كان منتج الفيلم (هارفي وينشتاين) ضد مشاركة (تشارليز) في الفيلم، لأنه اعتقد انها جميلة جدا على مثل هذا الدور لكنه غير رأيه فيما بعد وفي فيلم (The Yards) كان دورها مظلم وكئيب لكنها اصبحت ممثلة جيدة ومعروفة، ولها دور ثانوي في فيلم (رجال الشرف)، تلقت الممثلة بعدها عرض للعب دور البطولة في فيلم (أسطورة باغر فانس) للمخرج (روبرت ريدفورد)، ثم جاء فيلم (Sweet November )
عام 2001 مع (كيانو ريفز)، وكانت الممثلة تضع أمالا كبيرة على هذا العمل، الذي رفضت من أجله دور البطولة في فيلم (بيرل هاربور) وبخروج الفيلم على شاشات السينما تعرض لانتقادات كثيرة، حتى أن (تشارليز) رشحت لجائزة أسوا دور نسائي، ولكن بعدها اكتسبت احتراما وشهرة كبيرين عن أدائها المبهر في فيلم (Monster)الذي يروي سيرة قاتلة متسلسلة. وبعدها عادت مرة ثانية إلى الأعمال الدرامية، فأدت دور البطولة في فيلم  (North Country)
الذي يروي قصة فتاة تعمل في المناجم وتتعرض للتحرش الجنسي في مكان عملها، ادائها الرائع رشحها لجائزتي الأوسكار والغولدن غلوب.
قامت بالتمثيل في أفلام الأبطال الخارقين، فقامت بدور البطولة في فيلم ( Hancock) وسرعان ما أبانت عن جانب آخر من قدراتها التمثيلية، فشاركت في الفيلم الكوميدي الدرامي
(Young Adult) عام 2011، وفي عام 2012، أدت دور الملكة الشريرة في فيلم
(Snow White and the Huntsman) كما لها مشاركة في فيلم (Prometheus). ظهرت بعدها في الفيلم الكوميدي  (A Million Ways to Die in the West)
وفي عام 2015 مثلت في فيلم (Dark Places) وفيلم (Madmax) الذي حصل على نجاح كبير، وفي عام 2016 كانت حصيلة اعمالها هي
(The Last Face)  (The Huntsman: Winter’s War). وفيلم  (Kubo and the Two Strings)
اتجهت في عام 2017 نحو افلام الاكشن مثل  (Atomic Blonde)  (The Fate of the Furious ).
في عام 2018 اخر اعمالها كان فيلم (Tully) والذي اعاد الى ذاكرتنا ما قامت به من استعداد للدور مشابهة لما اعدته في فيلم (Monster) قبل 15 عام، فكسبت ما يقارب 22 كلغم في الواقع ولم تستعن بمؤثرات او اكسسوارات تجعلها تبدو بدينة ومتعبة فقط لانها ارادت ان تشعر بما شعرت به الشخصية في الحقيقة وشددت على أن الفيلم كان يستحق ما فعلته في النهاية.


الترشيحات والجوائز
ضمن جوائز الأوسكار رشحت لجائزة أفضل ممثلة رئيسة عام 2003 عن فيلم (Monster) وفازت بها، وهي أول فنانة من مواليد أفريقيا تحصل على جائزة الأوسكار عن تأديتها للأدوار الرئيسة، كما رشحت لجائزة أفضل ممثلة رئيسة عام 2006 عن فيلم (North Country) اما ما يخص جوائز الغولدن غلوب فرشحت لجائزة أفضل ممثلة عام 2004 عن فيلم (Monster) وفازت بها، ورشحت لأفضل ممثلة مساعدة في مسلسل عام 2005 عن مسلسل
( The Life and Death of Peter Seller).
ان البيئة التي جاءت منها (تشارليز) وتربت فيها جعلت منها انسانة قوية الشخصية بقلب انساني كبير وعلى طول مسيرتها التي بدأتها منذ عام 1995 اظهرت لنا انها لن ترضى الا بتحقيق ما تصبو اليه وهذا ما نتوقعه منها في اعمالها القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى