نوافذ سينمائية

بوريس فيلسوف اللامبالاة…(Whatever work)

مرتضى فاضل

ذلك الفيزيائي العبقري المرشح لجائزة نوبل قد خسرها، انه العجوز الشاب (بوريس) ذو الروح المَرحة، لم يكن يتوقع الخسارةِ، لكنه بعد الخسارة قرر ان يغير من حياته وان يصبح مُلماً بأفكار الحياة وكل مايتعلق بها لذلك نشاهده في بدايات الفيلم يُحدثنا وكأنه اصبح فيلسوفآ ويبدأ بالحديث عن وجودية الانسان وما العمل الذي يجب ان يقوم به خلال فترة حياته وعن الحياة الزوجية والحياة العامة، يقول كل هذا الحديث وهو ينظر للكاميرا ويتكلم معنا نحن المشاهدين. الفيلم يتضمن العديد من الحوارات الفلسفية العميقة عن النظريات باعتبار بطله رجل فيزيائي لكن هنالك النظريات الكوميدية عن الحب وخاصة وهو يربط بين نظرية هايزنبيرغ والحب، كما هنالك العديد من المشاهد عن الأله وكيف خلق هذه الارض. الفيلم ممتلئ بالاحاديث الجدلية بين شخصيات متناقضة ومختلفة فكرياً وثقافياً. وهذا ما نعرفه عن (وودي الن) كاتب ومخرج هذا الفيلم، فهو المخرج الاكثر معرفة باساليب الحياة وما قد يطرأ عليها من تغييرات جذرية واختلاف في مفاهيم حياتية كالوجود او اللاوجود واللامبالاة. الفيلم وأن كان يشمل الحب والفلسفة والموت الا ان طابع الرومانسية هو السِمة الابرز الذي استحقه، والتشابك في قصة الحب هي سِمة اخرى فريدة، فمثلاً (بوريس) العبقري فجأة يتعرف على (ميلودي) شابة صغيرة مع فارق عمري كبير بينهما، في البداية تبنى العلاقة بينهم على اساس المعرفة لتتطور الى حب وزواج لكن يبقى عامل القلق واللاتقبل بينهم موجود الى ان جاء (راندي) الفتى الوسيم واستطاع ان يخطف (ميلودي) في النهاية، وهذا هو الشيء المميز في الفيلم وهو جعل صفة القبول وتقبل واقع الامر وكما يقول (بوريس) هذه هي الحياة تمضي الايام والقبر ينتظرنا. الفيلم انتاج عام 2009 حاصل على تقييم جيد (7.2 /10) في موقع (IMDb).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى