لوحات

بورتريه الدكتـور غاشيـه للهولندي (فــان غــوخ)

انعام محي

إحدى أكثر الظواهر الفنّية استعصاءً على الفهم والتفسير هي ظاهرة (فينسنت فان غوخ) فقد أصبح هذا الرسّام رمزا للعظمة الفنّية وتحوّل من رائد للرسم الحديث إلى احد أهم رموز الثقافة المعاصرة.
تعتبر اللوحة أحد اشهر أعمال الفنان(فان غوخ)، انتقل الفنان إلى ضاحية (آرلي) في جنوب فرنسا، وهناك تعرّف على الدكتور( غاشيه) الذي اصبح صديقه المقرّب يلتمس عنده العلاج لنوبات الصرع العنيفة التي كانت تنتابه من وقت لاخر، كما يتضح من لوحاته التي تعكس تشوّشا واضطرابا ذهنيا، رسم (فان غوخ) بورتريه الدكتور (غاشيه) في حزيران من عام 1890، أي قبل انتحار الرسّام بشهر، والبورتريه يصوّرفيه طبيبه الخاص وهو يسند رأسه على يده بينما يمسك بيده الأخرى حافّة الطاولة التي يستقرّ فوقها كتابان وزجاجة تحتوي على نبات علاجيّ في إشارة من (فان غوخ) إلى كفاءة الدكتور (غاشيه) ومهارته الطبية، وربما كانت تلك إشارة من الفنان إلى انه كان يعالج بذلك العقار قبل أن يقدم على الانتحار بعد جلسة طويلة مع (غاشيه) ليلة التاسع والعشرين من تموز عام 1890،المعروف أن اللوحة خضعت للترميم مرّتين في الخمسينيات، وهو أمر أسهم في خفض قيمتها وفقدانها معظم خصائصها، إذ لا يظهر فيها سوى جزء يسير من آثار فرشاة وأسلوب (فان غوخ) المتفرّد، كلّ جزء من هذه اللوحة مشحون بالمعنى، كما أنها تضجّ بالإيقاعات الثقيلة وضربات الألوان الجريئة التي تميّزه وتعبيرات (غاشيه) الحزينة ليست سوى انعكاس لحزن (فان غوخ) نفسه، بينما يرمز النبات لتخصّص الطبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى