سيرة فنان

(بروس لي) التنين الخالد…أسطورة معدنها رجل

عباس الماجد

من قال ان الأساطير خيال وخرافة، فهذا الرجل ما زال تأثيره حيآ لليوم، فهو من أكثر الشخصيات هيبة وقوة وتواضعآ بالعالم، وإنجازاته في عالم الفنون القتالية وعالم السينما لها بصمة كبيرة الى يومنا هذا، (بروس لي) نجم سيرة فنان لهذا الاسبوع.

نشأته
اسمه (لي جان فان) ويعرف بإسم (بروس لي) ولد في 27 تشرين الثاني عام 1940، (بروس) هو الأسم الذي قامت ممرضة في المستشفى باطلاقه عليه، ولكن عائلته لم تستخدم هذا الأسم مطلقاً، يلقب بـ(التنين) لشجاعته لإنه وبحسب الثقافة الصينية ولد في (ساعة التنين) اي (بين 6-8 صباحا) في عام التنين وفقاً لدائرة البروج الصينية التقويمية في المستشفى الصيني في الحي الصيني الواقع بـ(سان فرانسيسكو) في الولايات المتحدة.
والده (لي هوي) كان مغنياً أوبرالياً في هونغ كونغ وسافر في رحلة غنائية إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام (1939) بصحبة زوجته وثلاثة أطفال ثم وُلِد (بروس لي) بينما كان والده في جولة غنائية في (سان فرانسيسكو)، أما والدته (غريس) فكانت من أصل صيني وألماني. أكتسب (بروس) من والده حب المسرح والظهور بثقة عالية امام الأضواء. في أوائل الأربعينيات عادت عائلته إلى هونغ كونغ أثناء الاحتلال الياباني للصين، بعدها ذهب لأمريكا وحده عندما كان في سن المراهقة، لكن كان مضطهداً من قبل الطلاب البريطانيين بسبب أصوله الصينية فأنضم بعد ذلك لإحدى عصابات الشوارع، أنهى (لي) دراسته الثانوية في مدينة (أديسون) بولاية واشنطن، وبعد ذلك ألتحق بجامعة واشنطن لدراسة الفلسفة، كما حصل على وظيفة لتدريس فنون الدفاع عن النفس التي كان قد تعلمها في هونغ كونغ سابقاً.


حياته الشخصية
ألتقى أثناء دراسته بالشابة (ليندا إيمري) وتزوجا في عام (1964) فأفتتح مدرسة في فنون الدفاع عن النفس في سياتل. ثم أنتقل هو و(ليندا) إلى كاليفورنيا، حيث أفتتح مدرستين في أوكلاند ولوس آنجلوس، وكان يُدَّرِس أسلوبآ يُدعى (Jeet Kune_Do) أو (طريقة القبضة المعتادة). له من (ليندا) اثنان من الابناء (براندون لي) و(شانون لي).


اسلوبه القتالي
تتلمذ على يد أفضل المقاتلين في العالم وهو (ييب مان) من أبرز وأمهر المحاربين في ذلك الوقت وهو من ضمن المقاومين للأحتلال الياباني للصين وقد خلد ذكراه الممثل والمقاتل (دوني يين) حيث كان (ييب مان) يعمل بِمنجم للفحم للحصول على بعض ألارز وكان الضباط اليابانيون يشاهدون نزالات لقوة الفنون القتالية الصينية ومقارنتها بالفنون القتالية اليابانية لكن( ييب مان) الرجل الصيني نازل كبارالضباط اليابانيون وهزمهم شر هزيمة، فلذلك كانت قضية(بروس لي) تختصر الكثير من المعاني التي لا زالت تمثل لليوم رمزاً لكل شخص مثابر في العالم سواء كان رياضي أو غير رياضي.
قتالياً في عام (1962) خاض نزالاً رسمياً فوجه لخصمه (15) لكمة وركلة قضت عليه تماماً، فانتهى النزال في (11) ثانية فقط، ويذكر أن (0.05) ثانية هي المدة التي تحتاجها قبضته للكم جسم أفتراضي يبعد عنه (90) سنتيمتر.
صفاته
كان مشهوراً بصفات حميدة كثيرة برغم قوته المطلقة، فقد عرف بسخائه وأنصافه ومعاملته الحسنة لطلابه وكأنهم ابنائه، كان خلف ظل التنين إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى لذلك أكتسب الخلود، فاز بمسابقة (تشا_تشا) التي تُقام بهونج كونج للرقص بعدما أتقنها، أذ قام بدمجها مع فنه القتالي.
( بروس لي) مدرس رقص ورسام وشاعر وفيلسوف ومنتج ومخرج ولاعب فنون قتالية وهو الأعظم على الإطلاق.


سيرته الفنية
أتجه الى التمثيل فكان ممثلاً من الدرجة الأولى أذ أن تأثيره بالأجيال التي عاشت معه وبعده، فتناقلوا الخبرات على صعيد الرياضة وعلى الصعيد الفني فنرى في كل موضع في العالم ذكرى له او علامة من علامات حضوره في القتال وفي التمثيل، ظهر في أول فيلم له كطفل رضيع أمريكي في فيلم (Golden Gate Girl) عام1941.
إبتدأ رسمياً في الخمسينيات في فيلم (الفتى شولنغ) بمرحلة طفولته، ثم بعدها في مسلســل (الدبور الأخضـــــــــــــر)-(The Green Hornet) في الستينيات وظهر بمسلسلات منها (نظرة على العرائس) و(الشارع الطويل)، ومثل في فيلم (مارلو) بدور صغير، لكن القفزة الكبيرة قام بها من بعدما تورط مع العصابات الصينية مع عودته الى الولايات المتحدة الأمريكية فمثل في فيلم (الزعيـــم الكبـــــــير)-(The Big Boss) عام 1971، ليـــقدم بعــدها فيــلم (قبـــــضة مــن غضــــب)-(Fist of Fury) الذي يتناول موضوع الصراع القائم بين الشعبين الياباني والصيني ثم قدم للعالم فيلم (طريــــق التنيــــن)-(The Way of the Dragon) عام 1972 الذي قام بأخراجه بنفسه حيث أشترك معه بالبطولة الممثل والمقاتل الامريكي (تشاك نوريس) فنال شرف النزال معه برغم خسارة الاخير. بعدها قام الراحل (بروس لي) ببطولة فيلمه المتميز (دخـــــــول التنيـــن)-(Enter the Dragon) الذي واجه عنصرية شديدة من قبل هوليوود بسبب ان البطل أسيوي الجنسية على غرار افلام هوليوود التي تجسد الامريكي كبطل خارق وبسبب هذه العنصرية عاد التنين الى الصين لكن الأستوديو قام بإستدعائه مجدداً لإكمال الفيلم، ويذكر أن كل الافلام التي ظهر فيها قام بتصميم كل الحركات القتالية للممثلين. باشر بعد ذلك بتصوير فيلمه الجديد (لعبـــــة المـــــوت)-(Game of Death) والذي مات فيه أثناء التصوير، ولم يصور سوى مشاهد قليلة فقط، فتوقف التصوير لاعوام عدة وبعد ذلك أكملوا الفيلم بجزئين عام 1978-1980 بممثل شبيه له وأسندت مهمة أخراج الفيلم للمخرج (روبرت كلاوز) مخرج فيلمه (دخول التنين) بدلاً من المخرج الاصلي (بروس لي).
اما الأفلام الوثائقيّة عن (بروس لي) فهي
(Bruce Lee the Man and the Legend)
(The Last Days of Bruce Lee)
(The Best of the Martial Arts Films)
(Bruce Lee – Best of the Best)
(Bruce Lee and Kung Fu Mania).
وفاته
وفاته ما زالت لغزاً للجميع حتى بعد مماته حيث توفى عام 1973 في عمر الـ33، وقد عانى أبنه (براندون لي) ذات الفاجعة في قدره المحزن حيث أن أبنه (براندون لي) قتل بظروف غامضة في تمثيل فيلمه الاخير عام(1993) ولم يعرف السبب أيضاً، فقد أختلف الكثير على أسباب وفاة التنين الصيني العظيم (بروس لي)، البعض يرى أن سبب الوفاة كان بسبب ورم في الدماغ كان ينمو معه من الصغر ولم يتم الكشف عنه طبياً مما تتطور في مراحل متقدمة ولكن (بروس لي) عالجه بصورة بسيطة ولم يعره أهمية كبيرة والبعض يقول انه كان يعلم وكان يحاربه ولم يعلن عن ذلك، والبعض ذهب لنظرية المؤامرة التي تنص على أن (بروس لي) أظهر أساليب محرمة لمدارس فنون القتال بصورة علنية مما حدا بالرهبان المدافعين عن المدرسة القتالية بالدفاع عن سرية الفن القتالي فأرسلوا شخصاً لانهاء حياة الشاب (بروس لي). هناك أحتمال أن منتجي هوليوود قد قتلوه بالسم لمشاكل شخصية بسبب نجاح أفلامه أو لأنه صيني يقوم بدور البطولة في الأفلام، بالإضافة إلى ظهور أنتفاخ في كثير من أجزاء جسده وهو في التابوت. لم يكشف لليوم عن السبب الحقيقي وهذا ما يؤرق محبيه حول العالم حيث لم يكمل عمله الأخير ورحل عن العالم قبل اكمال وعرض الفيلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى