الشاشة الصغيرة

ايوب…العائد منتقما لحقه

امال عباس – العدد 54

هل جربت ان تصل الى نهاية صبرك؟ او تعتقد بانك قد وصلت اليه بعد نفاد كل طاقتك واستنفاذ كل حيلك الطيبة واستنزاف كل توسلاتك بالله راجيا ان ينهي عذاباتك ويجعلك تعيش مع ابسط ما تتمناه وهو العيش باستقرار بعيدا عن بعض القلوب القاسية، وبنقطة معينة تعود عندها لبداية معاناتك لكي تبدأ من جديد العيش على امل الوصول الى نهاية معاناتك، وهكذا تبقى بهذه الدوامة تتعب ويعاد املك بالله، تتعب ويعاد املك من جديد بالله، هذا هو حال (ايوب) شخصية بطلنا في مسلسل (صبر ايوب) الذي عرض في رمضان 2018 وادى دوره (مصطفى شعبان)، عامل في بنك وبائع خضروات وعامل في مكتبة في وقت واحد لصعوبة ظروفه المادية، الشخصية (الضحية) التي تعاطفنا وبكينا وحزنا معه حزنا شديدا، (ايوب) الشاب البسيط الذي لا يهمه شيء في الكون غير رضا الله ووالدته واخته وزوجته نراه بنهاية المطاف رغم كل تضحياته وسط بؤرة من الخيانة والجحود من قبل المقربين، فنراه وحيدا شاكيا وحدته والمه لله فقط ولوالدته التي توفت بسبب ما تعرضت له من ظروف فعاش بقية حياته فقط لينتقم لها ولنفسه ولولده الذي عانى لكي يحاول استرجاعه ممن استحوذوا عليه كما استحوذوا على كل حياته. (ايوب) كشخصية من يعيشها او يشاهدها بداية الأمر يراه ضعيفاً بلا شخصية انهزامياً لكنه بنهاية المسلسل يريد ان يوصل لنا فكرة ان الانسان قوي بوجوده مع الله، قوي بقلبه الطيب، عظيم بمسامحته لكل من أساءوا له، نعم هو ينتقم ممن أساءوا له، لكن حتى انتقامه يكون داخل حدود الله وبأطار الحق لكي لا يخرج عن طاعة الله ونرى ان الله يعوضه عن كل إساءة قد تحملها بحياته، شخصية (ايوب) باختصار تقدم كم هائل من محاضرات الامل والتفاؤل والايمان بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى