سيرة فنان

انجلينا جولي…أيقونة الانسانية بلا منازع وفنانة الادوار الصعبة

نور الدين الموسوي

النجاح والشهرة حليفا كل مجتهد، وهما كذلك إذا تكلمنا عن النجمة الأمريكية الشهيرة (أنجلينا جولي)، التي أضافت لرصيد نجاحها كنجمة هوليوودية مميزة إنسانية وعطاء كبيرين غمرت بهما العالم كله، سواء أكان من عشاق أفلام وإنتاجات هوليوود أم لا.المتألقة والرائعة (انجلينا جولي) نجمة سيرة فنان لهذا الاسبوع.

نشأتها
ولدت (أنجلينا جولي فويت) في لوس انجلوس/ كاليفورنيا، في 4 حزيران عام 1975، وهي ابنة الممثل (جون فويت) والممثلة (مارشلين برتراند) ويأتي والدها من أصول سلوفاكية وألمانية، أما والدتها فتأتي من أصول فرنسية. تطلق والداها في عام 1976 عندما كانت تبلغ عاماً واحداً، واضُطرت للإنتقال إلى ولاية (نيويورك) مع أختها وأمها وهناك كانت سعادتها في طفولتها في جمع الثعابين والسحالي . شاهدت الأفلام دائماً وزادت مشاهدتها المستمرة للأفلام من إدراكها حول السينما العالمية عادت إلى (لوس أنجلوس) مرة أخرى عندما كانت في الحادية عشر من عمرها، وهناك أدركت رغبتها في التمثيل، وأخذت قراراً بالالتحاق بمعهد (ستراسبرج) المسرحي. وشاركت في العديد من الأعمال الصغيرة على هذا المسرح، طُردت من المدرسة وهي في الرابعة عشرة من عمرها وبدأت في العيش مع صديقها، وبعد عامين انتهت علاقتها مع صديقها، وانتقلت للسكن بمفردها في شقة أجرتها مقابل المنزل الذي تقطن فيه والدتها، وعادت مرة أخرى إلى المدرسة. وفكرت بعد تخرجها بالعمل في المسرح، والتحقت في وقتٍ لاحق بجامعة نيويورك. وفي تموز 2001 قررت حذف اسم والدها من لقبها، ليصبح اسمها (أنجلينا جولي) وحصلت على قرار رسمي من المحكمة بحذف اسم والدها من لقبها في 2002. تحمل رخصةً طيران وتمتلك طائرتها الخاصة.
حياتها الشخصية
تشتهر (جولي) بطبيعتها الرومانسية، وقد تزوجت ثلاث مرات. بداية، تزوجت النجم (جوني لي ميلر) الذي شاركها في فيلم (Hackers)عام 1995، لكنهما تطلقا عام 1999. في العام التالي، تزوجت الممثل الحائز على جائزة الاوسكار (بيلي بوب ثورنتون) لكن زواجهما لم يستمر أكثر من ثلاثة اعوام. وبعد ذلك التقت جولي بشريكها الرومانسي، الممثل (براد بيت)، أثناء تصوير فيلم (Mr. and Mrs. Smith) عام2004.
في عام 2002 تبنت جولي ابنا من كمبوديا وأطلقت عليه اسم (مادوكس) ثم تبنت ابنة تسمى (زهرة) وفي عام 2005 تقدم (براد بيت) بالأوراق الرسمية لتبني طفليها. وبعد ذلك، ولدت الابنة البيولوجية الأولى لهما (شيلوه) عام 2006 . في اذار 2007 تبنت طفلاً آخر عمره 3 اعوام من دار أيتام فيتنامية وأطلقت عليه اسم (باكس ثين). بعد ذلك أنجبت جولي توأمين (نوكس ليون) و(فيفيان مارشلاين) في 12 تموز 2008. في عام 2012 أصبح (بيت) و(جولي) مخطوبين. وبهدوء، أقاما حفلاً خاصاً بحضور العائلة والأصدقاء في 2014 في فرنسا. وفي ايلول عام 2016 تقدمت جولي بطلب الطلاقٍ من (بيت) وطلبت حضانة أطفالها الستة لوحدها بعد اشاعات عن وجود خلافات بينهما.


قصتها مع المرض
بعد فرحة الترحيب بطفلها الثالث (شيلوه) اختبرت جولي خسارةً شخصية كبيرة في أوائل عام 2007 حينما توفيت والدتها نتيجة إصابتها بسرطان المبيض في عمر الـ56 بعد مكافحة المرض لاعوام عديدة. توفيت جدتها أيضا بسبب السرطان. في أيار 2013 أعلنت أنها خضعت لعملية استئصال ثدييها من أجل منع إصابتها بسرطان الثدي في المستقبل، وقالت إنها أعلنت عن قرارها بالخضوع للعملية الجراحية لمساعدة النساء الأخريات المعرضات للخطر على التعرف على الخيارات المتاحة لهم.
سيرتها الفنية
قدمت أداءً رائعاً في فيلم (Gia) التلفزيوني عام 1998 المستند الى الحياة المأساوية القصيرة للعارضة (جيا ماري كارانجي). ثم ظهرت بدورها الرائع في فيلم (Girl Interrupted) في الألفية الجديدة، واصلت العمل على مجموعة متنوعة من الأدوار المثيرة للاهتمام، مثل أفلام (Lara Croft) (Taking Lives) (Mr. and Mrs. Smith) (The Good Shepherd) كما مثلت في عدة أفلام خيالٍ علمي مثل (Sky Captain)
(World of Tomorrow) و(Beowulf) في عام 2007 قدمت جولي أداءً رائعاً في دور (ماريان بيرل)، الأرملة الحامل لمراسل صحيفة في (وول ستريت جورنال) في فيلم (A Mighty Heart).
في عام 2008 وبعد أن أدت دوراً بالصوت شخصية (تايغريس) في فيلم (Kung Fu Panda) ودور قاتلةٍ مأجورة في فيلم (Wanted) ظهرت في فيلم (Changeling) من إخراج (كلينت إيستوود). حيث لعبت دور (كريستين كولينز)، أم ظهر ابنها بعد اختطافه، لكنها كانت على يقين من أن الصبي ليس ابنها الحقيقي، مما فادها بكشف مؤامرة الشرطة في نهاية المطاف. في عام 2010 لعبت الدور الرئيس في فيلم الإثارة (Salt) الذي تدور أحداثه حول عميلة في وكالة المخابرات المركزية، (إيفلين سالت)، التي يجري ملاحقتها بعد اتهامها بأنها جاسوسةٍ روسية. وفي نفس العام، لعبت دور (إليز كليفتون) في فيلم (The Tourist) جنباً إلى جنب مع (جوني ديب).
في عام 2014، لعبت الدور الرئيس كما كانت المنتجة التنفيذية لفيلم (Maleficent)حيث أدت دور الساحرة (ماليفيسينت)، والتي تشبه في شخصيتها دور الشريرة المشعوذة في فيلم (Sleeping Beauty) وبالرغم من انقسام النقاد حول الفيلم، فقد حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر. بالإضافة لذلك، بدأت جولي مسيرتها كمخرجةٍ للعديد من الأفلام. ففي عام 2011، أخرجت جولي أول فيلمٍ لها (In the Land of Blood and Honey) الذي تدور أحداثه في الحرب البوسنية. وأعقب ذلك عام 2014 فيلم (Unbroken) الذي يروي قصة نجاة البطل الأولمبي (لويس زامبريني) في معسكر أسرى ياباني. وفي العام التالي، شاركت زوجها (براد بيت) في فيلم (By the Sea) الذي يروي قصة تدهور علاقة زوجين يعيشان على ضفاف البحر المتوسط في فترة السبعينيات. اخر اعمالها اداءها الصوتي في فيلم (Kung Fu Panda 3) وتصويرها حاليا الجزء الثاني من فيلم (Maleficent 2).


اعمالها الانسانية
تشتهر (جولي) بنشاطاتها الإنسانية، ففي عام 2001 عُينت سفيرة للنوايا الحسنة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي عام 2005 تلقت جولي جائزة العمل الإنساني العالمي من جمعية الأمم المتحدة لنشاطها في الدفاع عن حقوق اللاجئين.
وخلال الاعوام التالية، استمرت في توجيه الانتباه إلى القضايا العالمية، وفي شهر آذار من نفس العام، تبرعت بالتمويل اللازم لإنشاء المركز الوطني للأطفال اللاجئين والمهاجرين، كما تشارك في رئاسة الشراكة التعليمية للأطفال في النزاعات، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتوفير التعليم الآمن للأطفال المعرضين والهاربين من العنف.
في شباط 2007، زارت جولي مخيماً للاجئين في تشاد للمرة الثانية من أجل زيادة الوعي بعشرات الآلاف من للاجئين الفارين من القتل في (دارفور).
في عام 2008 قامت برحلة إلى أفغانستان للدعوة إلى تقديم المساعدة الدولية للاجئين العائدين من باكستان بعد هزيمة طالبان. وفي نفس العام، أعلنت عن خطط لفتح عيادة للإيدز والسل في إثيوبيا، وفي آذار 2010 افتتحت جولي مدرسة ابتدائية جديدة للفتيات في (تانغي) بأفغانستان. وقد بُنيت بعد 18 شهراً فقط من زيارتها للبلدة حيث اكتشفت عدم توفر فرص تعليمٍ كافية للفتيات هناك. وبالمجمل، قامت جولي بزيارة النازحين في أكثر من 20 بلداً بما في ذلك سيراليون والعراق وأفغانستان والأردن وسوريا والإكوادور والبوسنة وهايتي وغيرها.
الجوائز
فازت (جولي) بجائزة (غولدن غلوب) لأفضل ممثلة عن فيلم (Gia) التلفزيوني عام 1999 المستند الى الحياة المأساوية القصيرة للعارضة (جيا ماري كارانجي). وبعد ذلك بعام، فازت جولي بأول جائزة (أوسكار) لها (كأفضل ممثلة مساعدة) عن دورها في فيلم (Girl Interrupted). ورشحت للـ(اوسكار) كافضل ممثلة عن فيلم(Changeling)عام 2009. (انجلينا جولي) تكمن شهرتها على الصعيدين الفني والانساني، كما ان لشخصيتها المميزة والغريبة احيانا وماضيها مع عائلتها وتبنيها لعدة اطفال دوراً في خلق هالة غامضة حولها، لكن برغم هذا معجبوها وجمهورها مخلصون لمتابعتها كونها استطاعت ان تزرع بداخلهم حدائق من المحبة والاحترام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى