مسرح

الكلاسيكي الحديث…مذهب الفصاحة والبلاغة

فاطمة رحيمة                           العدد:47

في رحلتنا للتعمق في معرفة المذاهب التي اسس عليها الفن المسرحي وصلنا الى المذهب الثاني وهو (الكلاسيكي الحديث)، اعتبر هذا المذهب مهد الكلاسيكية وعصرها العظيم وبدأ في فترة حكم الملك لويس الرابع عشر أي ما بين عامي 1660 – 1685، بدأ بهذا المذهب (ريشيليو) الذي حرص على إحياء المذهب الكلاسيكي اليوناني القديم، مع إمكانية التعديل بما يلائم مقتضيات العصر، تكمن قيمة اعماله في تحليله للنفس البشرية والكشف عن أسرارها بأسلوب بارع وموضوعي، ومن اهم سمات هذا المذهب إمكانية اتساع وحدتي الزمان والمكان، والاعتناء بوحدة الموضوع وممكن وجود عقدة ثانوية شرط الا تشوه او تضعف العقدة الاساسية، والتركيز على تعظيم الشخصيات مع عدم وجود مانع من اضافة شخصيات ثانوية، واهم السمات الابقاء على الاسلوب الارستقراطي لكن بروح شاعرية، مع عدم وجود اناشيد او كورس، بل يتم إحلال الحب وأهواء النفس مكان القضاء والقدر، كمحور تدور حوله أحداث الرواية.
من هنا نرى أن الكلاسيكية الحديثة كانت تعنى بالروح ولا تعنى بالمظهر، حيث أن المظهر لم يكن يزيد على إطار مادي سرعان ما ينساه المتفرج وبالمقابل تكثر الأحاديث الفردية والمناقشات التي يبطؤ معها الفعل وتقل معها الحركة. الكلاسيكية الحديثة كانت تتجه إلى تسلية الطبقة الخاصة، إلا أنها نجحت في رفع الشعب إلى منزلة هذه الطبقة بما كانت تقدمه من دروس في أزمات الروح والمشكلات النفسية في عالم المأساة. يمثل هذا المذهب (راسيين) المسرحي و(بوالو) مقنن الكلاسيكية الحديثة، و(بوسويه) الشاعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى