(الفن الهلنستي) هو اسلوب فنّي مُستحدث من الفن اليوناني القديم، يتميز بكلاسيكيتهِ الأخّاذَة وتفاصيلهُ الجميلة وتركيزهُ على الجوانب الإنسانية، إن الحضارة اليونانية تنقسم الى مرحلتين الأولى هي المرحلة (الهيلينية) والثانية هي (الهلنستية)، حيث بدأ عصر الفن الهلنستي بوفاة (الاسكندر الأكبر) سنة 323 قبل الميلاد، وانتهى مع غزو الرومان لليونان، مصطلح (الهيلينية) مأخوذة عن كلمة (hella) او (Ellada) والتي تعني (شُعاع الشمس)، ويمكن تلخيص مصطلح (الهلنستية) بأنهُ الإعجاب بأفكار وأسلوب الحضارة اليونانية الكلاسيكية، ثم تقليدها وتطويرها لينتج لنا الفن (الهلنستي)، وحينما ركز الفن اليوناني الكلاسيكي على المواضيع الدينية، اهتم الفن (الهلنستي) بالتعبيرات الإنسانية بشكل أكبر ودون أي إهمال للشكل الخارجي، فقد طوّرت تلك الكلاسيكية من خلال جعل الأوضاع والمشاهد تتسم بالدرامية بصورة اكثر وامتازت بالخطوط الظاهرة والكبيرة، والتباين العالي للظل والضوء وإظهار ضخم للعواطف والمشاعر الإنسانية وكذلك تميز بإحساسهُ القوي بالتاريخ، وفي الفترة التي تلت وفاة (الاسكندر) تعتبر فترة ازدهار في معظم أنحاء العالم اليوناني، وبشكل خاص الأثرياء منهم، حيث ازدهرت أعمالُ النّحت والرسم والعِمارة وأصبحَ الملوكُ هم الرّعاةَ الرّسميين للفن، ولكن الرّسم على الأواني الفخّارية لم يعد ذو أهمية كالسّابق، إذ أُنتِجت مجموعة واسعة من الفنون الجميلة وتطوّرت بعض أنواع الفن الشعبي بشكل ملحوظ أيضاً، طُبِّقت أحياناً مصطلحات من القرن الثامن عشر مثل: (الباروكية) و(الروكوكو) على الفن في هذه الفترة، أصبحَ النّحت خلال هذه الفترة طبيعياً ومُعبِّراً أكثر، إذ سعى الفنان الهلنستي إلى تمثيل الشخصيات المُرتبطة بمواضيع فنّه، بما في ذلك: المعاناة والحب او الشيخوخة وأصبحت المواضيع التي تتناول عامّة الناس والنساء والأطفال والحيوانات والمشاهد المنزلية مقبولةً في النحت، بعد أن كانت حكراً على الأسر الغنية بهدف تزيين منازلهم وحدائقهم قبل عصر هذا الفن.
