لوحات

الحياة البسيطة تتجسد عبر رحلة في قارب

الاء خيرالله                العدد:52

عندما تنظر إلى إحدى لوحات (رينوار)، فلا بدّ أن تتساءل عما يحاول أن يخفيه عالمه المغسول بالشمس جميل جدا وباعث على السرور وخالٍ من التعقيد وثق فيه بأسلوبه المبتكر تفاصيل الطبيعة المتغيرة في ذلك العصر والأنشطة الاجتماعية الجديدة التي جلبتها التحولات الطارئة لكي يقدم أفكارا عنها وعن ارتباطها بالمجتمع، كانت مناظر الطبيعة تمثل اهتماما جديدا لسكان المدينة فهي تذكرهم بأعاجيب الطبيعة خارج المدن التي تنمو وتتغير باستمرار.

رسمت لوحة (The Skiff) سنة 1875 من قبل الفنان الفرنسي (أوجست رينوار)، وعند النظر في الصورة نرى امرأة تبحر مع أخرى في قارب صغير فوق مياه لامعة وهما ترتديان ملابس عصرية وقبعات قد لا تنسجم مع طبيعة الرحلة في البحر لكن هذه النوعية من اللباس كانت الموضة الشائعة في حفلات القارب التي كان يقيمها أفراد الطبقة الوسطى الباريسية في أواخر القرن التاسع عشر المنظر يوصل إحساسا بالهدوء والأمان واستخدام الرسام للألوان البراقة وضربات الفرشاة الواسعة وتأثيرات الضوء والظل كلها تتضافر لخلق إحساس بالتلقائية والدفء، على ضفة النهر نلمح منازل كبيرة وجدارا ابيض وبوابة، هذه التفاصيل تكد طبيعة النهر كمكان هادئ يقضي فيه أفراد الطبقة الوسطى أوقات راحتهم.

كان الموضوع المفضل (لرينوار) هو العيش في اللحظة الراهنة والاستغراق في متع الحياة البسيطة وقد عبر عن هذه الفكرة في أعماله أكثر من أي رسام انطباعي آخر، أستخدم رسوماته للطبيعة كي يمارس فنه في الهواء الطلق وليتحرر من قيود الاستوديو

صورت لوحات (رينوار) طبيعة يمكن وصفها بالنقية لأنها لا تتضمن قصة أو عنصرا سرديا وإنما تهتم في المقام الأول بالتركيز على عناصر جمالية مثل تأثيرات الظل والضوء وخلافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى