اضاءات روائية

(الحب في زمن الكوليرا)…ثلاث وخمسين عاماً من الحب والانتظار

عدسة الفن – ولاء علي             العدد:45

رواية للكاتب (غابرييل غارسيا ماركيز) اصدرت عام 1985، وانتج لها فيلم العنوان نفسه، تتكون الرواية بنسختها العربية المترجمة عام 2004 عن دار المدى من (302) صفحة للناشر (اوبخيا نجرا). رواية (الحب في زمن الكوليرا) من أكثر الروايات التي انشق فيها اراء القراء، فالبعض اعجبته والعكس صحيح، وهنا سأتكلم عن رأيي الشخصي.

لا أبالغ إن قلت انها من أفضل الروايات التي كتبت بعد روايات عملاق الأدب الروسي (دوستويفسكي) من حيث الاحداث المرتكزة على الحقيقة الموجودة في ذلك الزمن الذي كتب المؤلف فيه روايته، استناداً الى احداث حقبة معينة وهي الوضع الذي كانت تعيشه كولومبيا والتطور التكنولوجي والاقتصادي الذي مرت به على مدار ثلاث وخمسين عاماً، تخيل ثلاث وخمسين عام عايشناها في الرواية بحذافيرها مع قصة حب المراهقة بين البطلين، أحد طيور الشوك المحزنة هو (فلورينتينو اريثا) بطل رواية (الحب في زمن الكوليرا) الذي أمضى ثلاث وخمسين عاماً ينتظر المرأة التي أحبها منذ كان في الثامنة عشرة من عمره حين كان ينتظرها في ظل أشجار اللوز ليراقب بقلب مكبوت مرورها بزيها المدرسي ذي الخطوط الزرقاء وجرابها ذي الرباط الذي يصل حتى الركبتين وضفيرتها المتدلية على ظهرها حتى الخصر، وإضافة الى الحروب التي حدثت في ذلك الوقت، تطرق الكاتب إلى الحياة الاجتماعية ايضاً، حيث تكلم عن الاطفال غير الشرعيين بصورة غير مباشرة سوف تتلمسها لا محال حين تقرأ الرواية، وتكلم عن العلاقات المحرمة والخمر وايضاً الى صراع الطبقات والدين. سوف لا أتكلم كثيراً عن احداث الرواية لإترك لكم متعة قرائتها لكن سأتكلم عن أسلوب (غابرييل) حيث كان اسلوبه دقيق، ودقته هنا في طرح الاحداث والوقائع وطريقة الوصف بحذافيرها لأبسط الاشياء ليترك للقارئ متعة التخيل ورسم الابطال، والحياة آنذاك والحب وشكل الناس في مخيلتك انت ايضاً، هذا الشيء اعجبني ولم يعجبني حيث انه يوصف أدق أدق التفاصيل وهذا الشيء لبعض القراء سيصبح ممل جداً، حتى أنا التي اعجبتني الرواية كثيراً احسست بملل في جزء معين بسبب الوصف الدقيق لكل شيء، لكن فحوى الرواية والرسالة التي قدمها في الحب والحياة الاجتماعية وحتى الاحداث التأريخية لاغبار عليه ومثل ماقلت من أروع وافضل ماكتب في تاريخ الأدب العالمي، ألم يقل (ماركيز) :”أن أعراض الحب تشبه أعراض الكوليرا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى