عدسة الفن – بشرى نجم الدين
الجوكر مسرحية كوميدية اجتماعية نقدية تعد من أروع ما قدمه الفنان محمد صبحي وتفوق فيها على نفسه وأظهرت إمكانياته الكوميدية والتراجيدية والرياضية بشكل غير مسبوق. تتمثل فكرة المسرحية بعاملٍ وفيّ يريد أن يعيد الحق إلى أصحابه فيحاول بشتى الطرق الممكنة استردادها حتى يقع في حب وفاء صاحبة المصنع ويعيد المصنع لاولاد ابو الوفا.
ما ميز صبحي في هذا العمل انه قام بعدة شخصيات منها (المهندس شريف، زكي الدبور، عم أيوب، عطيات) وايضا استخدم الأقنعة التي لم تكن مستخدمة كثيراً في ذلك الوقت. شارك في البطولة هناء الشوربجي بشخصية (وفاء) ومحمود القلعاوي بدور (شوكت) وعبدالله إسماعيل بشخصية (الدكتور النفساني)، المسرحية من تأليف يسري الإبياري، وأخرجها للمسرح والتليفزيون جلال الشرقاوي.
واللافت أن غالبية الشخصيات التي جسدها صبحي في أحداث المسرحية كانت لشخصيات حقيقية أشهرها (عم أيوب) الذي كان يعمل موظفاً بإدارة الجيزة التعليمية وكشف عن وقائع فساد في المنطقة وانتقلت قصته إلى المسرح بعد أن حكى صديق له قصته على قهوة الفيشاوي، أما حكاية (بسبوسة بالقشطة) فكان للموظف حكاية طريفة مع مدير المدرسة التي كان يعمل بها حيث كان يحمل النقود معه ذهاباً وإياباً وعندما سأله المدير ماذا يفعل بها كان يقول له (بآكل بيها بسبوسة بالقشطة)، وقال محمود القلعاوي عن ذكرياته مع مسرحية الجوكر انها جاءت بمثابة طوق نجاة بعد ان لفتره طويلة من دون عمل وأشار إلى اعتزازه وحبه للمسرحية واعتبرها جواز مروره الحقيقي إلى قلوب الجمهور المصري والعربي، أما حنان سليمان التي كانت المسرحية بداية حقيقية لها فقالت:”بدايتي كانت مع محمد صبحي في عمل حقق نجاحاً جماهيرياً كبيرا وارى انني كنت محظوظة جدا بعملي في البداية مع جلال الشرقاوي وصبحي”.
تسلط المسرحية الضوء على افكار تتعلق بالعادات والتقاليد العربية وكذلك أفكار مثل الحرية والعدل والصدق والديمقراطية والتي ناقشها محمد صبحي في كثير من أعماله، ومن اجمل ما قال في المسرحية:”اطلب براءة كل المظلومين اطلب براءة كل المخطئين بل اطلب اعدام كل الظروف السيئة، غيروا الظروف يتغير الانسان”. لاقت المسرحية نجاحا كبيرا وتم عرضها لاول مرة على المسرح عام 1979 وفي التلفزيون عام 1981.
