سيرة فنان

احمد حلمي…سفير الكوميديا الراقية ونجم السينما الهادفة

عدسة الفن – علي مزهر

محبوب من كل الفئات العمرية، بدأ بادوار صغيرة وكبر في اعماله لتكبر محبته في قلوب معجبيه، صنع خطآ من الفن الكوميدي الجميل البعيد عن الاسفاف ليصبح فنان الافلام العائلية رقم واحد والتي ناقش من خلالها العديد من الافكار المهمة مثل البطالة، الاغتراب، الفقر والطيبة وغيرها الكثير من الافكار التي طبعت في ذاكرة المشاهد. الفنان (احمد حلمي) نجم سيرة فنان لهذا الاسبوع.

 

ولادته ونشأته
أحمد محمد حلمي عواد ولد في 18 تشرين الاول 1969 في مدينة بنها في مصر وهو الابن الأوسط بين 3 إخوة (خالد – أحمد – سالي)،عاش في المملكة العربية السعودية عدة اعوام بسبب عمل والده ودرسَ في محافظة جدة وعاش هناك 10 اعوام قبل أن يرجع إلى مصر ليتم دراسته ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في قسم الديكور، وبعد ذلك بأكاديمية الفنون.
قدوته في الحياة والده لطيبته وتواضعه وحسن سيرته وخفة دمه، من هوايته الرسم، متابعة الافلام والقراءة حيث يحب قراءة الروايات وخاصة نجيب محفوظ والكتب الفلسفية.


حياته الشخصية
زوجته الفنانة (منى زكي) ويعدان من اشهر الثنائيات في الوسط الفني، يجمعهم الحب كما يجمعهم نفس تاريخ الميلاد والذي يصادف ايضا يوم زواجهما وميلاد ابنتهم، حسب تصريحات احمد فهو احبها قبل ان يتعارفا وكان يعتبرها كالحلم بعيد المنال، تزوجا عام 2002 ولديهما 3 أبناء (لي لي)، (سليم) و(يونس.(


المرض والاشاعات
البداية كانت في رحلة إلى أميركا اصطحب فيها احمد حلمي زوجته منى زكي لإجراء بعض الفحوص الطبية والاطمئنان على صحتها قبل الولادة، خاصة أن منى كانت مريضة بفايروس نادر يصيب خلايا الدم، وتضطر لمتابعة حالتها كل فترة، أثناء وجودهما في أميركا قرر حلمي أيضاً أن يخضع لبعض الفحوص، خاصة مع إحساسه بآلام في منطقة الظهر، وكانت الصدمة عندما اكتشف وجود ورم فيها، ونصحه الأطباء بإجراء جراحة عاجلة لإزالته، لكنهم اشترطوا أن تكون مسؤولية تلك الجراحة عليه بالكامل، وشرحوا له احتمال حدوث تداعيات خطيرة قد تصل إلى الشلل، وبشجاعة واجه حلمي الموقف وأخفى الخبر عن الجميع من أهله وأصدقاءه المقربين. في ذلك الوقت، كانت منى زكي على وشك الوضع، واضطرت إلى أن تنجب ابنها (سليم) في أميركا لتظل بجوار زوجها، ورغم الهجوم الذي تعرضت له هي واحمد للإنجاب في أميركا واتهامهما بعدم الوطنية والاهتمام بالجنسية الأميركية لابنهما، التزما الصمت ولم يدافعا عن نفسيهما. وخضع أحمد حلمي للجراحة وأزال الأطباء ورماً خبيثاً من الدرجة الأولى وتماثل للشفاء، ووقتها فقط أعلن الخبر ليشعر جمهوره وأهله وأصدقاؤه والوسط الفني كله بالصدمة والقلق الشديد عليه، لكن منى زكي التي تولت الرد على المكالمات الهاتفية، طمأنت الجميع، ليس على حلمي فقط، لكن عليها هي أيضاً.


بدايته الفنية
بدأ التمثيل من خلال التلفزيون في مسلسل (ناس ولاد ناس) عام 1993 ولكن بعد المسلسل انقطع حلمي عن الوسط الفني بسبب تأديته الخدمة العسكرية ليعمل بعد ذلك كمهندس ديكور ثم مخرجا لبرامج الأطفال في الفضائية المصرية، وتجعله الصدفة مذيعا، بعد أن اختارته سناء منصور ليقدم برنامج أطفال كان هو من قدم فكرته باسم برنامج (لعب عيال)، الذي حقق نجاحا لافتا، مما دعا المخرج شريف عرفة ليختاره لفيلم (عبود على الحدود) عام 1999 ليكون أول فيلم سينمائي له ونقطة التحول في حياته الفنية.

أعماله
قائمة أعمال أحمد حلمي لا تنتهي وكلها تستحق الذكر، خصوصا مع دخوله لعدد من المجالات الفنية وهي كالاتي:
الأفلام: بدأ بادوار ثانوية صغيرة مع عدد من النجوم حتى وصل لان يكون نجم شباك التذاكر الاول، من افلامه (عبود على الحدود) عام 1999، فيلمي (الناظر) و(ليه خلتني احبك) عام 2000، بعدها بعام قدم افلام مثل (رحلة حب)، (اسعاف 55) و(السلم والثعبان)، في 2003 ظهر كضيف شرف مع زوجته منى زكي في فيلم (التجربة الدنماركية) مع النجم عادل امام، وله ايضا فيلم (سهر الليالي)، ثم قدم فيلم (ميدو مشاكل) كاول دور بطولة مطلقة له عام 2003، وقدم عام 2004 شخصية مختلفة في فيلم (صايع بحر)، وحصل فيلمه (زكي شان) عام 2005 على نجاح جماهيري كبير، وفي عام 2006 لمع نجمه مع فيلمي (ظرف طارئ) و(جعلتني مجرما)، واستمر نجاحه عندما قدم عام 2007 فيلمي (كده رضا) و(مطب صناعي)، في 2008 و2009 قدم عملين حصلا على اعجاب النقاد وربما كانا العملين الاكثر اهمية في مسيرته وهما فيلمي (اسف على الازعاج) و(1000 مبروك)، وحافظ على نجاحه بتقديمه فيلم (عسل اسود) عام 2010 عن شاب عاش في أمريكا عشرين عام، وعندما عاد إلى مصر حيث عاش طفولته، اختلف رأيه بشأنها وواجه مشاكل كبيرة وتعرض للنصب مرارا، في 2011 قدم فيلم (18 يوم) الذي رفض عرضه لعدم وجود شركة انتاج له، وقدم فيلم (اكس لارج)، واستمر بتقديم عدد من الافلام الناجحة مثل (بلبل حيران) عام 2012، (على جثتي) عام 2013، (لا مؤاخذة) عام 2014 وايضا فيلم (صنع في مصر) في نفس العام، واخر افلامه (لف ودوران) عام 2016 و(هروب اضطراري) كضيف شرف عام 2017.
المسلسلات: له عدد من الادوار التي ربما لا تناظر شهرة ادواره السينمائية لكنها ايضا لها جمهورها ومتابعيها ومنها (ناس ولاد ناس)، (العملية ميسي)، (لحظات حرجة)، (دمعة على خد الزمن)، (حلم العمر كله)، (خليك جريء) و(السندريلا) كضيف شرف.
الاعمال الاذاعية : له فيها عدة مسلسلات مثل (صلاح الخير)، (يا خميس يا جمعة)، (اطلبيني من بابا)، (عايش بطولة) و(جرى ايه يا عمر.(
المسرحيات : له مسرحية وحيدة بعنوان (حكيم عيون.(


البرامج التلفزيونية:
(Arabs Got Talent)
في موسمه (الثالث، الرابع، الخامس) كعضو لجنة التحكيم، برنامج (لعب عيال) كمقدم البرنامج وايضا (دربكة)، ( من سيربح البونبون)، (شوية عيال) وبرنامج (حلمي أون لاين.(
المؤلفات: كتاب (28 حرف) عام 2012، تبرع احمد حلمي بجميع حقوق المؤلف المادية في كتابة المقالات الى جمعية (الوان واوتار) حيث تساعد هذه الجمعية على مواهب الاطفال الصغار والكبار، صدر هذا الكتاب عن دار الشروق واختار هذا الاسم اشارة الى الاحرف العربية التي يتكون منها الكلام، وهو عبارة عن مجموعة خواطر وتجارب ومشاهدات مفيدة تحفز القارئ وتساعده للبحث عن الحقيقة في اطار كوميدي او جاد في بعض الاحيان، قد تكون عادية ولكن الكاتب قسمها الى جمل تبدأ كل جملة بحرف من حروف اللغة العربية مرتبة تجربة الفنان احمد حلمي، من ضمنها (مقالة كابينة 5) وهي مقالة تحفيزية لمن يريد بدا حياته، تدور احداث قصة المقالة ذهاب احمد حلمي للاتصال بوالده لطلب النقود بعد ان تخرج من الكلية فسمع متحدث في الكابينة التي في جانبه يصف راتبه وهو 300 جنيه حيث ياكل ما رخص ثمنه ويذهب مشيا للعمل ويقاطع كل شي تقريبا حتى يوفر المال، وخلال مكالمته مع والده غير احمد حلمي طريقة تفكيره وبدا مشوار حياته مستقلا منذ تلك اللحظة وصنف من اجمل مقالات الكتاب.


الجوائز والتكريم
جائزة أحسن ممثل في عدة مهرجانات مثل مهرجان دمشق الدولي، مهرجان البينيال في باريس، المهرجان الكاثوليكي السينمائي، وجائزة أحسن ممثل كوميدي في أوسكار السينما العربية، كما حصل على جائزة تكريم من مهرجان المسرح العربي وجائزة من مهرجان تطوان بالمغرب، وفي حفل مؤسسة (ساويرس) الثقافية عام 2018 تم اختيار الممثل المصري أحمد حلمي (سفيراً للغذاء من أجل التعليم) المشروع الذي أطلقه برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية (WFP) وشركة المنتجات الغذائية (شيبسي.(
احمد حلمي لمع نجمه وكبر ليس فقط لموهبته واختياراته الذكية، وانما كان لحسن خلقه وثقافته الدور الكبير في تملكه مكانة كبيرة لدى جمهوره وهذا يظهر من متابعتهم الحثيثة وتشجيعهم المستمر لكل ما يقدمه في كل المجالات الفنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى