لوحات

اتيان..المستشرق الفرنسي عاشق الصحراء

وجدان عباس – العدد 54

عندما يتعمق الفنان بتفاصيل شيء ما او شخص ما يعشقه، ولهذا عندما قدم (اتيان) الى الجزائر احبها حتى ترك فرنسا، ثم دخل الاسلام ليعلن انتماءه عشقه التام. ولد (الفونس اتيان دينيه) في باريس عام 1861 من عائلة برجوازية، عند تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة فاز بميدالية من صالون الفنون عام 1884 وحصل على منحة دراسية الى الجزائر، زار (اتيان) عدة مدن في صحراء الجزائر وبقى فيها خمسة اعوام، عند عودته الى باريس عام 1889 عرض جميع لوحاته التي رسمها عن مدينة (بوسعادة) في المعرض العالمي وفاز بالميدالية الفضية. تأثير الصحراء الجزائرية لم يفارقه، فعاد مرة أخرى إلى (بوسعادة) التي عشقها ليقيم فيها بشكل دائم، واصبح يعرف تقاليدها ويتكلم اللغة العربية بطلاقة، شارك في عدة معارض في الجزائر فأصبح عضوا مهما من الرسامين الفرنسيين الموجودين في الجزائر، ولكن (اتيان) كان يشغله حب الصحراء وأناسها عن أي أمر آخر فسافر ليتعرف على الصحراء عن قرب وعن علاقة العرب بالبربر. في العام 1913 أعلن إسلامه وغير اسمه من (الفونس اتيان دينيه) إلى (نصر الدين دينات)، وقد أحدث إسلامه ضجة في أوساط المعمرين الفرنسيين، ولكن نصر الدين دينات لم يهتم لأنه اتخذ الإسلام دينا بكل قناعة. تمتاز لوحاته بأنها دينية ومتحفظة للغاية، فهو يحب التمثيل والمحاكاة والواقع الاثنوغرافي، درايته وفهمه للثقافة واللغة العربية ميزته عن الفنانين المستشرقين الآخرين. وصفت معظم أعماله قبل عام 1900 بأنها (مشاهد بشرية واقعية ومعاصرة) كما بدأ برسم الموضوعات الدينية. وكان نشطا في ترجمة الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية، من بين أعماله ترجمة لقصيدة ملحمية لعنترة بن شداد عام 1898. وفي سنة 1929 وافى الاجل الحاج (نصر الدين) في فرنسا بعد اداءه فريضة الحج ونقل جثمانه الى بوسعادة ليرقد فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى