اخبار الفننوافذ سينمائية

مراجعة فيلم (Traffic)..عالم المخدرات الرمادي

للمخدرات وقع هائل على المجتمع الأميركي، ولكون تجارتها ترتبط بمليارات الدولارات (تصل الى ٣٦ تريليون عالمياً) ترتبط بها شخصيات مهمة وحتى تبنى وتنها على اساسها سياسات وحكومات بعض الدول.
لضخامة الموضوع، تبنته هوليوود عدة مرّات بعدة زوايا لتسليط الضوء عليه. إذا ما اخذنا الواقعية كعمود فقري، يعتبر فيلم (Traffic) هو احد أهم هذه المشاريع.
تسير احداثه بثلاث محاور.
محور المكسيك. عالم الحرب بين الحكومة وتجّار المخدرات بدعم ولو محدود من الحكومة الأميركية.
محور القاضي وَيكفييلد الذي يتزعّم برنامج مكافحة المخدّرات بأميركا المدعوم من قِبَل رئيس الولايات المتحدة شخصياً.
محور شعبة مكافحة المخدرات في سان دييگو التي يبدأ افرادها بالتحري بقضية تجارة مخدرات من الصفر ويصلون بها لأكبر الأسماء في المجتمع.
يعرفنا الفيلم على عالم المخدرات الرمادي، ويستعرض امامنا وهن القيم الإجتماعية والأخلاقية التي ترفع شعارات ضدّه.
نرى القاضي ينفعل ويجمح ويصرخ ويهرع لتنظيف بلده بالوقت الذي تأخذ به المخدرّات دوراً في عقر داره.
نشهد افراد شعبة مكافحة المخدّرات الأميركية و هم يسهرون الليالي معرضين انفسهم للموت بكل لحظة بوضعٍ مالي افضل بقليل من وضع عامل التنظيف، يراقبون ويتجسسون ويجمعون الأدلة ضد تجّار المخدرات الذين ينعمون بمنازل يحسدهم عليها الأباطرة ومسلحين بمحامين وقضاة وقتلة مأجورين يخرجونهم من (((أي))) قضية كالشعرة من العجين.
نتعرّف على الضغط الساحق الذي تتعرّض له نزاهة الشرطي في المكسيك. حيث لا يستطيع أن يعتمد على إدارته، يواجه العصابات وجه لوجه، حياته مهددة بكل لحظة باليوم، بإمكانيات مهنية هزيلة، وبراتب ٣١٦ دولار بالشهر.
فيلم كبير..بقصة واسعة، شاملة، دقيقة.
إخراج بديع (حمل المخرج الكاميرا على كتفه وصور الفلم بثلاثة الوان، كل لون يرتبط بأحد المحاور الثلاث لسير احداث الفلم). إختيار ممتاز للكادر الفني، بإداءات رائعة من افراد هذا الكادر. يسمو فوق هذه الروعة اداء (ديل تورو) الذي تسطع الشاشة بكل مشهد يحويه.
فلم واقعي حقيقي جميل للغاية، جميل كفيلم إثارة و تشويق، واكثر جمالاً بنقل واقع مخيف بمقارنات ومتناقضات رهيبة.
تعامل معه النقّاد بإيجابية عالية. ترشح لعشرات الجوائز بالمهرجانات الفنية الكبرى، فاز بالعديد منها.
ترشح لخمسة اوسكارات فاز بأربعة منها. كأفضل مخرج، سيناريو مقتبس، ممثل مساعد (ديل تورو)، وتقطيع صوري. وجائزتيّ گولدِن گلوبز لأفضل سيناريو وافضل ممثل مساعد (ديل تورو). حقق ايراداتٍ مالية بمقدار ٢٠٨ مليون دولار اميركي على شبّاك التذاكر مقابل ميزانية ٤٦ مليون.
الفيلم إنتاج عام ٢٠٠٠، إخراج: (ستيڤِن سودِربِرگ Steven Soderbergh)، سيناريو: (ستيڤِن گيگان Stephen Gaghan)، تمثيل: (مايكل دوگلاس Michael Douglas)، (كاثرين زيتا جونز Catherine Zeta-Jone)،(بينيسيو ديل تورو Benicio del Toro)، (دون چييدِل Don Cheadle)،(لويس گُزمان Luis Guzmán)، (دينيس كويد Dennis Quaid)، (سلمى حايك Salma Hayek)، (أيمي إيرڤِنگ Amy Irving)، (ستيڤين باور Steven Bauer)، (ألبِرت فيني Albert Finney)، (ڤيولا ديڤِس Viola Davis).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى