بشرى نجم الدين – العدد 54
(قالولي هان الود عليه ونسيك..وفات قلبك وحداني…رديت وقلت…بتشمتوا ليه…هو افتكرني عشان ينساني) كلمات لحنها وصدحت بها حنجرة موسيقار الأجيال (محمد عبد الوهاب) في أسطورته الفنية الرائعة (هان الود)، كلمات حب وعتاب ودعوة إجتماع لحبيب غادره فلم يجد سبيلاً سوى أن يسمعه مافي قلبه. عندما إنفصلت (نهلة القدسي) عن زوجها (محمد عبدالوهاب) بعد محاولات متكررة وفاشلة بإثنائها عن رأيها رحلت عنه، فكتبت جريدة الوقائع المصرية مقالاً بعنوان (هان الود) متضمنا خبر الإنفصال ومدى تأثيره بـ(عبد الوهاب)، فلجأ بدوره إلى الشاعر (أحمد رامي) يروي له حكاية إنفصاله فكتب رامي قصيدته (هان الود) متخيلا كيف سيكون وقع صوت وإحساس عبدالوهاب وهو يغني (أنا بحبه واراعي وده إن كان في قربه ولا في بعده وأفضل أمني الروح برضاه وألقاه جفاني وزاد حرماني) على سمع (نهلة القدسي)، وبعد أن غناها في الإذاعة عاد إلى البيت فوجد نهلة القدسي بإنتظاره هناك، وصلت رسالة حب وود عبد الوهاب لقلب (القدسي) بأجمل شكل وأرق طريقة بل أنها إخترقت قلوب الملايين من مستمعيه ومحبيه، فالود يطوي أطول المسافات وأبعدها والرقة تلين أشد القلوب قسوة. (هان الود) قدمها (عبد الوهاب) عام 1960 على أنغام مقام البياتي وحازت على إعجاب الكثير من النقاد، وشاركت الأغنية عام 1963 في فيلم (منتهى الفرح)، وبعد (عبد الوهاب) قامت (فايزة أحمد) بغناء الأغنية وحازت على إعجاب (عبد الوهاب) لدرجة قال بأنه لن يعيد غناء الأغنية إذا سجلتها (فايزة) بصوتها أولاً.
