نوافذ سينمائية

(The Shawshank Redemption)…جوهرة الفن السابع

احمد حسن – العدد 33

بين اسطر التاريخ، نسجت السينما صوراً كثيرة مثلت الأمل والحرية، فيها من نجح، واخراخفق لمحاكاته السيئة لهذه الافكار. فيلم (الخلاص من شاوشانك) يعد اشهر لوحة سينمائية للأمل والحرية قد صُنعت يوماً في هذا الفن العريق، اذ استطاع الفيلم بنجاح ان يبني شجاعة في داخل المتابع للولوج في العمل وبذل الجهد للتغلب على الظلم وتقوية الذات بطريقة واقعية غير مفبركة. يُفتتح الفيلم باغنية من الخمسينيات ليضعنا بصورة ذكية في الزمن المفترض للقصة، ثم يعرض لنا شخصية (اندي دوفرين) المصرفي الذي يحاكم بتهمة قتل زوجته وعشيقها بعد ان علم بخيانتها له، شخصية (اندي) المشوشة استطاعت جذب انتباه المتابعين بنجاح فهو لا يعلم هل قام باقتراف هذه الجريمة ام لا؟ و يعود سبب ذلك لاكثاره من الخمر اثناء ذهابه ليقوم بانتقامه، بداية رائعة وكفيلة بجعل المتابع متشوقاً لمعرفة ما سيحدث لاحقاً، فكل الدلائل تشير بأن (اندي) مذنب الا (اندي) نفسه، فهو لا يتذكر شيئاً سوى لحظات سكره واخراجه لمسدسه وهو في السيارة مما يجعل المتابع مشتتاً.
يصدر حكم بالسجن المؤبد لـ(اندي) فيُنقل لسجن (شاوشانك) حيث السجناء الخطرون والحراس المتوحشون، ليقضي بقية عمره مسجوناً وبائساً، لكنه يلتقي بـ(ريد) احد السجناء الجيدين ويكون معه صداقة طيبة اشتهرت كواحدة من اجمل صور الصداقة في عالم السينما. بعدها اصبح الفيلم يروى من عدة جهات، وكانت لـ(ريد) الحصة الاكبر فيه، فقد أذهلنا الممثل (مورغان فريمان) بصوته العذب طيلة احداث الفيلم، وقد كانت الغاية من رواية الفيلم من منظور صديق البطل هي لابقاء شخصية (اندي) غامضة واخفاء ذكائه الاستراتيجي لتصبح الاحداث غير متوقعة في النهاية وابعاد نظرنا عن غرابة شخصيته مما قد يجرفنا للشك فيه وفي صدقه. تتضمن حوارات الفيلم حوارات مطولة ومملة في بعض الاحيان لكن اغلبها دعّمت الاحداث واضافت لها لمسة ابداعية بسيطة.
من جانب التمثيل اعطى الممثل (تيم روبنز) لشخصية (اندي) كامل حقها وظهر بشكل نموذجي كشخص غريب السلوك، قليل الكلام وذو شخصية نزيهة وغامضة. ولا ننسى الدور الرائع للمبدع (مورغان فريمان) الذي ادى شخصية الصديق الراوي (ريد) ببراعة وكذلك قام الممثل (بوب غونتون) بدور المأمور (واردن نورتون) على اكمل وجه، وقد قدم بقية الممثلين ادوراً طيبة بأداء يتراوح من ممتاز الى جيد نوعاً ما. مخرج الفيلم وكاتب السيناريو الفرنسي (فرانك دارابوت) قدم اخراجاً ممتازاً طيلة احداث الفيلم من مشهد الافتتاحية الاكثر من متقن الى مشهد الختام الذي يرسم الفرحة بطريقة مريحة جداً، يُحسب للمخرج ايضاً استعمال الظلام والتضليل في الزنزانات والممرات اثناء دخول (اندي) الاول لزنزانته وكذلك استعمال اللون الرمادي المناسب لجو السجن العام، مع التركيز الشديد على تعابير وجه الشخصيات خصوصاً (اندي). الفيلم مقتبس من رواية قصيرة بعنوان (ريتا هاورث والخلاص من شاوشانك) للمؤلف (ستيفن كنج)، ورغم ان الفيلم لم ينجح ولم يحقق ارباحاً كبيرة خلال عرضه في السينما الا انه حقق مبيعات قياسية في بيع الفيديوهات واقراص الـ(دي في دي)، و لاقى ايضاً آراء نقدية ايجابية من اغلب النقاد. ترشح الفيلم لسبع جوائر اوسكار لكنه لم يفز بأيٍ منها بسبب المواجهة القوية مع اقرانه في عام (1994) بتقييم (9.3/ 10) يحتل الفيلم الآن المركز الاول لقائمة افضل 250 فيلماً في التاريخ في موقع .(IMDb) فيلم (الخلاص من شاوشانك) فيلم عظيم وحتماً سيبقى احد اكثر الافلام شهرةً وتأثيراً في عالم السينما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى